الأمراض النفسيةالصحة النفسية

أعراض انفصام الشخصية schizophrenia | بين مطرقة الحقيقة وسندان الأوهام

Last Updated on: 22nd يناير 2024, 03:47 م

نتيجة سيطرة أعراض انفصام الشخصية على المريض ينعته العامة بأنه ضحية مس شيطاني قادة نحو الجنون والضلالات؛ إذ يعاني الهذيان وفقدان الصواب ويعيش بهوية مغايرة تمامًا للواقع وتفصله عن العالم، وتسيطر عليه الرؤية الضبابية المشوشة التي ليس لها أي علاقة بالواقع والمنطقية، وتنقلب رؤيته للوقائع رأسًا على عقب. 

 

سنفرد سطور هذا المقال للحديث عن أعراض انفصام الشخصية، والفرق بينه وبين اضطراب تعدد الشخصيات، وأسباب الإصابة به.

 

انفصام الشخصية

يعرف أيضًا باسم الفصام schizophrenia وهو أحد الاضطرابات الذهنية المزمنة، تتسم أعراض انفصام الشخصية بالانفصال عن الواقع والانزواء داخل عالم خاص مليء بالضلالات والأوهام، كذلك تتبلور آثار المرض في تغيير نمط التفكير والحديث والمشاعر، علاوة على ذلك العلاقات الاجتماعية والأنشطة اليومية.

 

يعد انفصام الشخصية نوع من أنواع الذهان، ويعاني المصاب عدم القدرة على تمييز أفكاره الخيالية عن الواقع، وتسيطر عليه الأوهام والهلوسة السمعية والبصرية والحسية، ويكون عاجزًا عن التفرقة بين أفكاره الخاصة المغلوطة والواقع؛ إذ يفسر العقل الواقع على نحو غير منطقي، ويمنع تدفق الأفكار الصحية، ومن ثمَّ لا يمكن التحكم في العاطفة ويصدر المريض سلوكًا غير طبيعي.

 

 علاوة على ذلك يبدو سلوك مريض الفصام غير مألوف وأحيانًا يصبح مخيفًا ومرعبًا، ومن المؤسف عدم وجود علاج يستطيع دحضه، لكن يعتمد الطبيب النفسي عدة سبل لتدارك الأعراض والسيطرة عليها.

 

أعراض انفصام الشخصية

تختلف أعراض انفصام الشخصية اعتمادا على درجة المرض، وتصنف الأعراض إلى الآتي:

الأعراض الإيجابية

تُعرف باسم الأعراض الذهانية، وتتضمن الأوهام والهلوسة، ويعاني المريض سلوكيات ذهانية غير موجودة في الأشخاص الأصحاء؛ إذ يفقد الاتصال مع الواقع، وتقوده الضلالات والأوهام، وتتضمن الأعراض الإيجابية ما يلي:

الهلاوس

قد تكون الهلاوس سمعية أو حسية أو بصرية؛ إذ يرى المريض أشياء لا يراها الشخص الطبيعي الجالس بجواره، وقد يسمع بعض الأصوات الغريبة التي تقوده إلى فعل بعض الأشياء الغريبة غير المعتادة، وقد تهتف بعض الأصوات في آذانه تخبره أنه شخص غير صالح وغير مرغوب فيه، وعليه معاقبة نفسه وقد يصل الأمر إلى إزهاق روحه.

 

يجدر بالذكر أن المريض يعرف هذا الصوت الذي يتحدث إليه جيدًا، بل ويستطيع إخبار الطبيب بمميزات ذلك الصوت إن كان لإمراة أو رجل أو طفل، وقد يخبره عما يقوله له ويحثه عليه.

 

الأوهام

معتقدات خاطئة ليس لها أي سند في الواقع يصدقها المريض، حتى بعد محاولة الآخرين تأكيد أنها غير منطقية أو حقيقية، فقد يعتقد أن أنه محور الكون ويتمتع بشهرة واسعة ليس لها مثيل، أو يظن أن كل تعبيرات الوجوه تستهدفه هو وحده.

 

اضطرابات حركية غير منتظمة وغير طبيعية

يعاني المصابين بالفصام سلوكيات حركية منفعلة للجسم غريبة الأطوار؛ فقد يكرر مريض الانفصام حركات معينة مرات عدة.

 

كذلك على النقيض الآخر يعاني المريض الجمود والسكون، وهي حالة لا يتحرك فيها ولا يستجيب لمن حوله. يجدر بالذكر أن تلك الحالة نادرة، لكن يمكن تعتري المريض كثيرًا إذا لم يتلقى علاج للفصام.

 

التفكير غير المنتظم

يعاني المريض خلل طرق التفكير، وهو نوع من اضطرابات التفكير يحدث نتيجة وجود مشكلة في تنظيم الأفكار أو ترابطها بطريقة منطقية صحيحة؛ لذا نلاحظ مرضى الفصام يتحدثون بطريقة مربِكة يصعب على الآخرين فهمها.

 

كما يوجد نوع آخر هو يعرف باسم توقف التفكير، إذ يتوقف المريض عن الكلام فجأة في أثناء التحدث عن فكرة ما أو يتحدث بكلام ليس له معنى.

 

الأعراض السلبية

 تشير إلى سمات شخصية مسلوبة وممحية من الفرد، إذ يعاني المريض خلل المشاعر والسلوكيات الطبيعية، مثل: 

  • غياب تعابير وجهه أو ردة فعل باردة.
  • عدم وجود الدافع.
  • فقدان الإحساس بالمتعة والشغف في الحياة اليومية.
  • عدم القدرة على البدء والاستمرار في ممارسة الأنشطة المخطط لها.
  • قلة الكلام.

 

الأعراض الإدراكية

تعد أعراض انفصام الشخصية الإدراكية منتشرة بين مرضى الفصام، لكن قد يصعب التعرف إليها ويمكن اكتشافها عن طريق إجراء بعض الاختبارات التي تقيم الحالة الإدراكية، مثل:

 

  • صعوبة التركيز أو تشتت الانتباه.
  • مشكلات الذاكرة.
  • معالجة المعلومات والأحداث ببطء.
  • صعوبة تنفيذ الوظائف مثل عدم القدرة على فهم المعلومات واستخدامها في تنفيذ القرارات.

 

لمزيد من المعلومات إليك هذا الفيديو

 

الفرق بين انفصام الشخصية وتعدد الشخصيات 

انفصام الشخصية حالة ذهنية يفقد الشخص قدرته على ترابط أفكاره وأفعاله وذكرياته ومشاعره  أو الإحساس بالهوية. فهو اضطراب حاد في الدماغ يسبب الهلوسة والضلالات، وتضطرب علاقاته الاجتماعية والمهنية. ويُعد الفصام من أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا، ومن المؤسف أنه يلازم المريض طوال حياته ولا ينفك عنه أبدًا.

 

بينما يُعرف اضطراب تعدد الشخصيات بالانفصال عن الواقع وليس الفصام، ويمتلك المريض أكثر من شخصية تتناوب عليه، لكل منها صفاتها وسلوكياتها المميزة؛ لذا يكون المريض مجبر على العيش بهوية مغايرة تمامًا لذاته الأصلية.

 

هل مرض الفصام خطير؟  كيف تكون نهاية مريض الفصام إذا ترك بلا علاج؟

في الواقع نعم، توجد علاقة وثيقة تربط بين مرض الفصام والانتحار؛ لذا لا بد من توخي حذر المحيطين بالمريض؛ لأنه قد يحاول إزهاق روحة نتيجة بعض التصرفات الاندفاعية العنيفة السريعة، كذلك توجد بعض المخاطر التي قد تلحق بمريض انفصام الشخصية:

 

  • الاكتئاب.
  • تعاطي المخدرات والكحول.
  • عدم القدرة على العمل وأداء المهام اليومية.

 

هل مريض الفصام مجنون؟

يعاني مريض الفصام الهلاوس والأوهام، وتسيطر عليه الضلالات التي يجزم بحقيقتها؛ لذا ينعتونه بعض المحيطين بالمجنون، لكن نود بث الطمأنينة إذ أن من الممكن  أن يحيا مريض الفصام حياة طبيعية خالية من أعراض الذهان، في حال الالتزام بالعلاج الدوائي والنفسي الموصوف له من قبل الطبيب المختص.

 

 أنواع انفصام الشخصية

إليك قائمة بأنواع مرض الفصام:

 

انفصام الشخصية البرانويدي

يعاني المريض بالارتياب الدائم والشك المستمر في المحيطين به؛ لذا تنبعث منه تصرفات غير منطقية وغير مبررة، كذلك يصدر مشاعر مغايرة وغير ملائمة للمواقف التي تمر به؛ لأنه يضعها في غير محلها الصحيح ويبررها بطريقة خاطئة ومريبة.

 

مرض الفصام الكتاتوني

يبدو المصاب بالفصام الكتاتوني مثل المشلول تمامًا، فلا يصدر أي حركة وكأنه تجمد في مكانه، وقد يبدو في بعض الأوقات وكأن تعطل ذهنه وعقله وجسده، فلا يغير أي تعابير وجهه على الإطلاق ولا يُحرِك ساكنا لمدة طويلة.

 

مرض الفصام غير المميز

تظهر على المصاب بعض الأعراض الغامضة التي لا يمكن تمييزها وفهمها، ويبدو المريض مرتبك في الكثير من الأحيان.

 

مرض الفصام العاطفي 

يعاني المريض الضلالات والهلاوس والأوهام، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات المزاجية، مثل: الاكتئاب أو الهوس.

 

أسباب انفصام الشخصية

توجد مجموعة من العوامل التي تزيد خطر إصابة الشخص بذلك الاضطراب، ومن أبرز هذه العوامل ما يأتي:

 

  • العامل الوراثي والجينات: إصابة الأب أو الأم يزيد خطر إصابة الأبناء بهذا المرض.
  • العامل البيولوجي: مثل اضطراب النواقل العصبية في الدماغ، الذي يؤدي حتمًا إلى التقلبات المزاجية.
  • العامل الاجتماعي: التعرض لبعض الصدمات النفسية والظروف الاجتماعية للأسف تزيد خطر إصابة الشخص بانفصام الشخصية.
  • تعاطي بعض أنواع العقاقير والمخدرات: التي تؤثر في كيمياء الدماغ في أواخر مرحلة الطفولة وبداية المراهقة.
  • مضاعفات الحمل والولادة: بعض المضاعفات التي قد تحدث للجنين في أثناء مدة الحمل، مثل: سوء التغذية أو الإصابة ببعض الفيروسات أو السموم، كذلك بعض الصعوبات التي قد تحدث في أثناء الولادة.

 

كيفية التعامل مع الشخص المصاب باضطراب انفصام الشخصية

أسفًا يعد التعامل مع الشخص المصاب بانفصام الشخصية مرهقًا للغاية، ويجب أن يتعلم المحيطين كيفية التعامل الصحيح مع سلوكياته النابعة عن الأوهام والضلالات، مثل:

 

  • التعرف إلى أعراض انفصام الشخصية التي يعانيها المصاب.
  • التحلي بالهدوء والصبر والثبات الانفعالي عند تغير سلوكيات وسمات شخصية المريض.
  • الحرص على حضور جلسات الدعم الأسري التي يعقدها الطبيب المعالج.
  • توقع تغير شخصية المصاب وتباين أفكاره وكلامه.

 

وختامًأ، أعي جيدًا قدر المعاناة التي يتكبدها المريض جراء أعراض انفصام الشخصية التي تفتك به؛ لكن من الممكن السيطرة عليها وممارسة حياته بنمط طبيعي باتباع الخطة العلاجية المحكمة التي يصفها الطبيب المختص، كما يقع على عاتق كل المحيطين بالمصاب مسؤولية كبيرة، لمساعدته على تجاوز تلك المعضلة وإعانته على الالتزام بتوصيات الطبيب. 

 

المصدر
SchizophreniaHelping Someone with SchizophreniaSchizophrenia: An Overview

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى