الأمراض النفسيةالصحة النفسية

اضطرابات الأكل | عندما تتحول النعمة إلى نقمة!

Last Updated on: 21st يناير 2022, 09:16 ص

قد يصاب البعض بلعنة اضطرابات الأكل، إذ أصبح هاجس الطعام والنمط الصحي مبتغى عديد من الأشخاص ويقضون أيامهم سعيًا وراء الأكل الصحي. 

لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وقد يصاب البعض بعدة مشكلات صحية وتضطرب حياتهم. 

سنتعرف سويًا في هذا المقال إلى أنواع اضطرابات الأكل المختلفة، وأسباب الإصابة، وأبرز سبل التشخيص والعلاج، فتابعوا معنا.

تعريف اضطرابات الأكل النفسية

اضطرابات الأكل

مجموعة من الحالات النفسية الخطرة التي تتعلق بطريقة وكمية الطعام الذي يتناوله الشخص، نتيجة تناوب أفكار خاطئة داخل ذهن المريض.

وذلك لأنه قد يصاب البعض بتلك الآفة كرد فعل لمواجهة مشكلات معينة، وغالبًا يصاحبها سيل من المشاعر السلبية والعواطف المؤلمة.

مما تؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان السيطرة على كميات الطعام، وقد تسبب أيضًا تلك الاضطرابات مشكلات لا يحمد عقباها.

لذلك تحتاج تلك الحالات إلى التدخل الطبي والعلاج النفسي، لتعديل المفاهيم الخاطئة الراسخة داخل عقل المريض.

إذ يعاني المصابون باضطرابات الأكل عدة سلوكيات آثمة، مثل: الإفراط في تناول الطعام ثم التحريض للقيء.

أو على الجانب الآخر، المبالغة في ممارسة التمارين الرياضية، وذلك من أجل التخلص من سعرات الأكل المتناول.

يجدر بالذكر أن تلك الاضطرابات تصيب كل الفئات العمرية للنساء والرجال، لكن تكثر الاصابة بين المراهقات نتيجة سيطرة هوس فقدان الوزن والظهور بمظهر رشيق وأنيق.

أعراض اضطرابات الأكل

تختلف الأعراض وفقًا لنوع اضطراب الأكل، وتنقسم إلى الآتي:

1- فقدان الشهية العصبي (Anorexia nervosa)

يُعد فقدان الشهية العصبي من أخطر اضطرابات الأكل ويؤدي إلى فقدان الوزن وانخفاضه.

وذلك لأن الشخص المصاب يعاني الخوف المرضي من اكتساب الوزن ويبذل أقصى ما عنده للسيطرة على وزنه.

كذلك يؤدي الفهم العقيم لفقدان الوزن إلى تناول الشخص الحد المبالغ فيه من السعرات الحرارية المسموحة له في اليوم.

ليتبع بعد ذلك سبل عديدة لفقدان الوزن، مثل: ممارسة التمارين الرياضية المفرطة، أو استخدام الملينات، أو التقيؤ بعد تناول الطعام.

بالإضافة إلى أنه قد يصل الأمر إلى حد التجويع، الذي يسبب عديد من المشكلات الصحية، وقد يؤدى في بعض الحالات إلى الموت.

2- النهم العصبي (Bulimia nervosa)

اضطرابات الأكل

يعرف أيضًا باسم “الشره المرضي”، إذ يهدد هذا الاضطراب الجسيم حياة الفرد؛ وذلك لأنه يؤدي إلى فقدان السيطرة على الطعام، وتناول الأكل بإفراط وإصابة المريض بالإسهال.

يأكل المريض المصاب بالبوليميا كميات مفرطة من الطعام في وقت وجيز، ثم يلجأ إلى الملينات أو إغراق نفسه بممارسة الرياضة، نتيجة شعوره بالذنب وخوفه من زيادة الوزن. 

ويجدر بالذكر أن هذا المريض عادةً يشعر بعدم الرضا عن شكل جسمه ووزنه، ويصدر أحكام قاسية بشأن عيوبه التي رسمها في مخيلته المريضة.

3- اضطراب الأكل القهري (Binge eating disorder)

يعرف أيضًا باسم “اضطراب الأكل المفرط” أو “اضطراب شره الأكل”، وذلك لأنه يسبب تناول الطعام بكميات كبيرة سواء مع شعور المصاب بالجوع أو دونه.

يأكل المريض كميات مبالغ فيها من الطعام حتى بعد شعوره بالشبع والامتلاء، ويلازمه أيضًا الشعور بالذنب جراء الإثم الذي ارتكبه في حق نفسه.

لكن لا يلجأ المريض في هذه الحالة إلى استحداث القيء أو تناول الملينات أو ممارسة التمارين الشاقة للتخلص من تلك المعمعة.

بل يتناول المريض باضطراب الأكل القهري الطعام وحيدًا متخفيًا عن أعين الناس، وذلك لشعوره بالذنب والاشمئزاز من ما يفعله، وخجلًا من أن يرى أحد نهمه وشراهة تناوله للطعام.

بالإضافة إلى أن تلك النوبة قد تحدث مرة واحدة في الأسبوع، وقد يكون وزن المصاب طبيعيًا أو زائدًا بعض الشيء، وقد يكون مصابًا بالسمنة المفرطة.

4- اضطراب تجنب الطعام Avoidant-restrictive)    (intake disorder

يسبب اضطراب تجنب الطعام وعدم التلبية لتناول الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية من العناصر الغذائية، مع فقدان الاهتمام بالأكل.

يؤدي ذلك الاضطراب إلى خسارة كبيرة لوزن الجسم خاصةً في مرحلة الطفولة، بالإضافة إلى الإصابة ببعض المشكلات الصحية الناجمة عن سوء التغذية.

5- اضطراب الاجترار (Rumination disorder)

يؤدي ذلك الاضطراب إلى ارتجاع الطعام باستمرار بعد أكله، وذلك لأن الطعام يعود مرة أخرى للفم، ومن ثمَّ يعاد مضغه وبلعه أو بقاءه خارج الفم.

يعد اضطراب الاجترار من اضطرابات الأكل ولا يحدث بسبب الإصابة بحالة طبية، وقد لا يحدث ذلك عن عمد.

يشيع اجترار الطعام بين الأطفال أو الأشخاص الذين يعانون إعاقة ذهنية. 

6- اضطراب بيكا (Pica/ geophagy)

يتضمن اضطراب بيكا تناول أشياء لا تعد طعامًا، وذلك لأن هؤلاء المرضى يتجهون إلى تناول التراب أو الطباشير أو الحصى أو غيره من الأشياء الغريبة.

يجدر بالذكر أن هذا الاضطراب يحدث لكافة الأعمار، لكنه أكثر شيوعًا بين الأمهات الحوامل والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية.

بالإضافة إلى أنه قد يسبب الإصابة بالتسمم ونقص التغذية وإلحاق الضرر بالأمعاء، وقد يكون ذلك الاضطراب قاتلًا تبعًا للمواد التي يتناولها المريض.

أسباب الإصابة باضطرابات الأكل

لم يتوصل الأطباء إلى السبب الدقيق لتلك الاضطرابات، لكن توجد بعض العوامل التي قد تسهم في الإصابة بلعنة اضطرابات الأكل، مثل:

  1. العوامل الوراثية، فقد تؤدي بعض الجينات إلى تغير المواد الكيميائية في الدماغ.
  2. اضطراب الصحة النفسية والعاطفية.
  3. هوس الرشاقة وفقدان الوزن، مثلما هو الحال مع راقصات الباليه وعارضات الأزياء، وذلك لتلبية متطلبات العمل.
  4. إدمان المخدرات والكحول.
  5. اضطرابات الشخصية وتدني احترام الذات وعدم الثقة بالنفس.

مضاعفات اضطرابات الأكل

قد تهلك تلك الاضطرابات حياة الفرد وتسبب له مزيدًا من المشكلات الصحية وتعيقه عن أداء مهامه اليومية.

فيما يلي بيان لأهم مضاعفات اضطرابات الأكل:

  1. الاكتئاب.
  2. مراودة الأفكار الانتحارية.
  3. القلق والتوتر.
  4. مشكلات النمو والتطور.
  5. قد تؤدي إلى الوفاة

تشخيص اضطرابات الأكل

يعتمد الطبيب تشخيص تلك الاضطرابات على العلامات والأعراض التي يعانيها المريض، ومن ثم يوصي بإجراء عدة فحوصات لمعرفة السبب الحقيقي لتلك العلة، وتشمل:

  1. الفحص البدني وإجراء عدة فحوصات في المختبر.
  2. التقييم النفسي.
  3. الاستعانة بدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5).

علاج اضطرابات الأكل

بعد معرفة الطبيب نوع الاضطراب الذي يعانيه المريض؛ يعتمد خطة علاجية محكمة تضم أسس الرعاية للصحة النفسية والتثقيف واتباع نظم غذائية صحية.  

تضمن رحلة علاج اضطرابات الأكل الآتي:

1- اتباع نمط غذائي صحي

ينظم الطبيب المختص بالتغذية نمط غذائي صحي، وذلك بهدف الحصول على الفوائد الغذائية دون التأثير في وزن المريض. 

2- العلاج النفسي

يسهم العلاج النفسي خاصةً المبني على الحوار في تعديل العادات الخاطئة وتصحيح المفاهيم المتعلقة بالعادات الغذائية غير الصحيحة. 

يشمل العلاج النفسي الآتي:

  • العلاج السلوكي المعرفي

ذلك لتطوير مهارات حل المشكلات، والتعرف إلى أنماط صحيحة للتعامل مع المواقف العصبية، وتعزيز ثقة الفرد بنفسه.

  • العلاج القائم على العائلة

وذلك من خلال مراقبة الأسرة للمصاب والتأكد أنه يتبع نهجًا صحيًا لتناول الطعام ولديه وزن صحي. 

3- الأدوية

من المؤسف عدم وجود علاجٍ شافٍ لتلك الاضطرابات، لكن يصف الطبيب بعض الأدوية بهدف التحكم في المشكلات النفسية المصاحبة أو المسببة لها، مثل:

  1. مضادات الاكتئاب، مثل: ويلبوترين وميرزاجن
  2. الأدوية المضادة للقلق، مثل البنزوديازيبينات

4- دخول المستشفى

قد يحتاج المريض إلى دخول المستشفى في بعض الحالات الشديدة، التي يعاني جرائها عدة مضاعفات.

وذلك من أجل متابعة حالته الصحية ووجود طاقم من الأطباء المتخصصين للإشراف على حالته والحفاظ على حياته.

في الختام، أوصيك -عزيزي- بالتمعن والاستعانة بالطبيب وطلب استشارته لمعرفة النمط الغذائي المناسب لك، كي لا تصيبك آفة اضطرابات الأكل

المصدر
psychologytodaymayoclinicapa

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى