الصحة النفسية

اضطرابات التعلم | هل أصابتني لعنة الغباء؟

Last Updated on: 17th ديسمبر 2021, 02:48 م

اضطرابات التعلم
اضطرابات التعلم

لقد ضقت ذرعًا بتعليم طفلي؛ فهو يعاني اضطرابات التعلم ويقف عاجزًا أمام حل المسائل الحسابية.

 

يتلعثم كذلك في القراءة؛ وأصبح تحصيله الدراسي في منأى عن أقرانه، فلا أدري ما الحل وما الذي يمكنني فعله.

 

لذلك سنضع بين يديك -عزيزي القارئ- كل ما تود معرفته عن اضطرابات التعلم وأسبابها، والتعرف إلى أنواعها المختلفة، وسبل علاجها، فتابع معنا.

 

تعريف اضطرابات التعلم

يعد اضطراب التعلم أحد الاضطرابات النمائية العصبية، التي تعيق القدرة على التعلم أو استخدام مهارات معينة.

 

كذلك فهو اضطراب نمو عصبي ويؤدي إلى حدوث خللًا في العملية المعالجة للمعلومات، ويكون ذلك الاضطراب بمثابة عائق لتعلم المهارات وأدائها بفاعلية.

 

تؤثر عادةً اضطرابات التعلم في الأشخاص متوسطي الذكاء أو من يزيد ذكاؤه عن المتوسط.

 

قد تحدث تلك الاضطرابات نتيجة وجود بعض المشكلات المتعلقة بالنمو العصبي، لكن دون وجود أي اضطرابات ذهنية.

 

يجدر بالذكر أنه لا يشترط أن يكون الأشخاص المصابين باضطرابات التعلم أغبياء أو محدودي الذكاء؛ وذلك لأنه من الممكن أن يكونوا على قدرٍ عالٍ من الذكاء، لكن في مجالاتٍ أخرى.

 

بالإضافة إلى ذلك يتلقى عقل المصاب باضطراب التعلم، المعلومات ويعالجها بنمط مختلف عن الأشخاص الطبيعيين.

 

تشير التقديرات أن حوالي ثلث الأشخاص الذين يعانون اضطرابات التعلم، يعانون أيضًا اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).

 

الفرق بين اضطرابات التعلم وصعوبات التعلم وإعاقة التعلم

تُعرف اضطرابات التعلم بأنها ضعف القدرة على تحصيل العلم، مع وجود صعوبة في التذكر وضعف الذاكرة، وذلك لأن الشخص المصاب يحتاج إلى أضعاف الوقت الطبيعي لفهم المعلومة.

 

يعاني أيضًا المصاب باضطرابات التعلم، صعوبة فهم المهارات وتلقيها، لذلك تكون هذه الصعوبات عائقًا له، وتجعله متأخرًا مقارنةً بأقرانه في نفس المرحلة العمرية.

 

لكن كل ما يحتاجه الشخص الذي يعاني اضطرابات التعلم، انتهاج سبل مختلفة لتحليل المعلومات واستنتاجها، كي تتناسب مع قدراته الذهنية. 

 

أمّا إعاقة التعلم فهي اضطرابات إدراكية دائمة، تحدث نتيجة خلل في قدرة الدماغ على معالجة المعلومات وتخزينها.

 

فيجعل الشخص يعاني صعوبة في أثناء ممارسة عديد من الأنشطة اليومية سواء كانت بسيطة أو معقدة.

 

يجدر بالذكر أن صعوبات التعلم تعني معاناة الأطفال أو البالغين مشكلات في المهارات الأساسية التنظيمية، إلى جانب عدم القدرة على تنظيم الوقت، ووجود مشكلات في الذاكرة والتفكير.

 

تعد تلك الصعوبات في منأى عن المشكلات الناجمة عن الاضطرابات السمعية والبصرية والحركية. 

 

تسبب تلك الصعوبات بعض تراجع مستوى التحصيل الدراسي للمصاب، واضطراب بعض العلاقات الاجتماعية. 

 

يعاني المصاب بصعوبات التعلم عدة أعراض، مثل: الفوضوية، وصعوبة القراءة وتهجي الكلمات، وسوء خط اليد. 

 

أسباب اضطرابات التعلم

لا يوجد سبب واضح يؤدي إلى تلك العلة، لكن توجد بعض العوامل التي قد تسهم في الإصابة بهذا الاضطراب، ومنها:

 

1- العوامل الوراثية

يمكن أن تسبب الاختلالات الكروموسومية في أثناء المرحلة الجنينية للطفل، الإصابة باضطرابات التعلم.

 

2- إصابات الدماغ

تحدث تلك الإصابات في خلال تكوين الجنين داخل رحم الأم؛ مما يؤدي إلى قصور الأداء العقلي.

 

3- مخاطر ما قبل الولادة

يؤدي ضعف النمو الحاد في الرحم قبل الولادة أو الولادة المبكرة إلى زيادة احتمالية الإصابة باضطرابات التعلم.

 

4- عوامل كيميائية

تحدث نتيجة التعرض إلى الإشعاعات الضارة أو تناول الأم المواد المخدرة أو بعض الأدوية في أثناء الحمل.

 

5- سوء التغذية

يتعرض الطفل الذي لا يتلقى التغذية السليمة الصحية إلى خلل في نمو الخلايا العصبية؛ مما يؤدي إلى اضطرابات قدراته الذهنية والمهارية.

 

6- الاضطرابات النفسية

تسبب معاناة الطفل ببعض المشكلات النفسية، مثل فقدان الثقة بالنفس، في إصابته باضطرابات التعلم.

 

علامات اضطرابات التعلم

يعاني المصاب بتلك الاضطرابات بعض العلامات الآتية:

 

  1. صعوبة فهم التعليمات.
  2. عدم القدرة على أداء الأنشطة التي تتضمن القراءة أو الكتابة أو الرياضيات.
  3. عسر تنسيق خطواته في أثناء السير.
  4. مشكلة التذكر وضعف الذاكرة.
  5. صعوبة تفسير التعليمات.

 

أنواع اضطرابات التعلم

اضطرابات التعلم
اضطرابات التعلم

يوجد أنواع عديدة لتلك الاضطرابات والتي تختلف حدتها من شخصٍ لآخر، وتتضمن الآتي:

 

1- اضطراب المعالجة السمعية (Auditory Processing Disorder)

يسبب ذلك الاضطراب إعاقة معالجة الصوت الواصل للأذن؛ فلا يستطيع المصاب تحديد الفوارق السمعية الطفيفة حتى وإن كان الصوت عاليًا جهورًا.

 

يواجه أيضًا المصاب صعوبة تحديد مصدر الأصوات وفهمها، لذلك يعاني تشويش الاستماع إلى الأصوات.

 

ومن أبرز أعراض اضطراب المعالجة السمعية:

  • تشتت الذهن عند سماع أكثر من صوت في آن واحد.
  • حذف أو تغيير بعض المقاطع من الكلمات.
  • عدم القدرة على فهم لغة الجسد.
  • معالجة الأفكار ببطء مع صعوبة التعبير عنها.
  • صعوبة التركيز أو تذكر الكلام اللفظي.
  • وجود مشكلات في فهم بنية الجمل المعقدة.

 

2- صعوبة المعالجة البصرية (Visual Processing Disorder)

يعاني الطفل عسر المعالجة البصرية في أثناء فهم أو ترجمة وتفسير المعلومات البصرية المردودة إليه بالعين، وقد يرافق هذا الاضطراب مشكلات التنسيق الحركي البصري.

 

ويواجه المريض الأعراض الآتية:

  • صعوبة فهم الكلام المكتوب أو قراءته.
  • عدم القدرة على التفرقة بين الأغراض التي تتشابه مع بعضها البعض.

 

3- عسر الكلام (Dysphasia)

يسبب عسر الكلام صعوبة النطق والحديث، وأيضًا وجود مشقة في أثناء فهم حديث الآخرين، وضعف القدرة على القراءة.

 

4- عسر الرياضيات (Dyscalculia)

يعد من أبرز أنواع اضطرابات التعلم، وذلك لأن الطفل يواجه صعوبة فهم الأرقام وتذكرها، ولا يستطيع إجراء العمليات الحسابية، بالإضافة إلى وجود مشكلات العد بنمطٍ صحيح.

 

ومن أهم أعراض عسر الرياضيات:

  • مشكلات التعامل مع المال.
  • صعوبة تنظيم المسائل وترتيب الأفكار.
  • عدم فهم المصطلحات المتعلقة بالوقت، مثل: الأيام والشهور.
  • لا يستطيع ترتيب الأرقام.

 

5- عسر القراءة (Dyslexia)

تختلف حدة عسر القراءة من شخصٍ لآخر، وتؤثر في طلاقة قراءة الكلام، مع وجود صعوبة في الفهم والتذكر والكتابة.

 

يعد كذلك عسر القراءة من صعوبات التعلم القائم على اللغة، ويمكن أن ينقسم ذلك الاضطراب إلى الآتي:

 

  • مشكلات القراءة الشائعة، التي تسبب صعوبة في أثناء قراءة الكلمات؛ مما يؤدي إلى إعاقة فهم العلاقة بين الأصوات وشكل الحروف والكلمات.

 

  • مشكلات فهم القراءة، وذلك لأن الطفل يواجه صعوبة في أثناء فهم معنى الكلام المكتوب

 

6- عسر تنسيق الحركة (Dyspraxia)

يعرف أيضًا بخلل الأداء التنموي، ويؤثر هذا الاضطراب في قدرة الشخص على التحكم في حركات جسده المختلفة.

 

قد يعاني المصاب مشكلات أخرى، مثل:

  • صعوبة النطق.
  • الحساسية المفرطة تجاه الضوء.
  • صعوبة تحريك كرة العين.

 

7- اضطراب الكتابة (Dysgraphia)

يؤثر ذلك الاضطراب في قدرة الطفل على الكتابة، ويعاني المصاب الأعراض الآتية:

 

  • صعوبة ترجمة الأفكار.
  • صعوبة الكتابة والتفكير في آنٍ واحد.
  • التباعد وعدم التناسق بين الحروف التي يكتبها.
  • أخطاء إملائية عديدة.
  • يتميز بخط رديء.
  • الكتابة ببطء.
  • عدم تناسق حركة المعصم وموضعه في أثناء الكتابة.
  • كتابة كلمات أو جمل غير مكتملة المعنى.

 

8- اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) 

اضطراب عقلي يسبب إصابة الطفل بفرط الحركة والاندفاع وصعوبة التركيز، ويعاني أيضًا صعوبات التعلم. 

 

ومن أهم أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه:

  • صعوبة تذكر المهام اليومية. 
  • اتباع السلوك العدواني. 
  • عدم الاكتراث والاستماع إلى الغير. 
  • لا يستطيع السكون والجلوس بضع دقائق. 
  • تشتت الانتباه وصعوبة التركيز.

 

قد يصف الطبيب بعض الأدوية في هذه الحالة لمساعدة المصاب على التركيز والحد من تشتت الانتباه، مثل: ديكسيدرين وريتالين. 

 

تشخيص اضطرابات التعلم

لا بُد من استشارة الاختصاصيين المؤهلين عند ملاحظة أيًا من الأعراض السابق ذكرها في أقرب وقت ممكن، لتقييم حالة الطفل وتقديم يد العون له ومنع تفاقم المشكلات.

 

ومن أهم الوسائل المستخدمة لتشخيص اضطرابات التعلم:

  • التعرف إلى الحالة الصحية والجسدية للطفل. 
  • إجراء تقييم تربوي شامل. 
  • الاختبارات المعياري، لقياس مستوى التحصيل الدراسي للطفل. 
  • قياس أداء الطالب يوميًا في تنفيذ الأنشطة والمهارات المختلفة. 
  • الاختبارات المقننة للتعرف إلى قدرات الطفل العقلية، ومدى قدرته على التكيف الاجتماعي. 
  • إجراء الاختبارات المسحية لتقييم قدرة الطالب على القراءة والكتابة. 

 

سبل علاج اضطرابات التعلم

قبل بادئ ذي بدء يجري الطبيب بعض الفحوصات الطبية للتعرف إلى الحالة الذهنية للمصاب. 

 

لا يوجد علاج لاضطرابات التعلم، لكن توجد عدة طرق تسهم في تعايش المصاب مع الحالة التي يمر بها، كي يستطيع أداء مهامه اليومية وينجزها على أكمل وجه. 

 

فبعد توصُّل الطبيب للمشكلة التي يعانيها الطفل؛ يعتمد عدة خطوات لتأهيل الطفل ومساعدته على تخطي مشكلته، ومن أهمها:

 

  • يتبع الطفل برنامج تعليمي خاص لحالته.
  • الخضوع لجلسات منتظمة مع الاختصاصيين لتحسين أدائه التعليمي وتجاوز نقاط ضعفه.
  • تعزيز ثقة الطفل بنفسه.
  • اختيار نهج مناسب يساعد الطفل على استيعاب المعلومات.
  • التأقلم مع هذه المشكلة، والحد من التوتر والقلق.
  • ممارسة التمارين الرياضية.

 

في الختام، لا تعد اضطرابات التعلم مشكلة لا حل لها؛ إذ ابتكرت حلول تربوية وأنماط تعليمية ينتهجها الاختصاصيون مع الأطفال المصابين.

 

لكن في نفس الوقت لا بد أن يقدم الأهل كل سبل الدعم والرعاية، وتقوية ساعد طفلهم وتعزيز ثقته بنفسه، كي يستطيع تجاوز تلك العقبة بكل ثبات، ويكون فردًا يافعًا نافعًا. 

 

المصدر
webmdreadandspell.com.goodtherapy.org.nichd.nih

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى