الأمراض النفسية

اضطراب القلق المعمم | شبح يمنعني الطمأنينة

Last Updated on: 4th يوليو 2024, 02:59 ص

يصعب على أولئك الذين يعانون اضطراب القلق العام التذكر متى آخر مرة شعروا بالاسترخاء والراحة، إذ يحول هذا الاضطراب حياة المرء إلى جحيم مستمر من الخوف، والتوتر.

سنتعرف في هذا المقال إلى أسباب الإصابة بـ اضطراب القلق المعمم، وأهم النصائح للوصول إلى الراحة والاستقرار.

 

ما هو اضطراب القلق المعمم؟

القلق هو مزيج من الإحساس بالخوف والتوتر إزاء مواقف الحياة المختلفة، ويمكن أن يبدو طبيعيًا في بعض المواقف مثل القلق من الإمتحان أو الخضوع لتدخل جراحي.

 

لكن القلق المعمم يختلف فهو اضطراب طويل المدى يسبب التوتر والخوف نحو العديد من الأشياء، والمواقف التي يواجهها الشخص.

 

فلا يكاد المرء يطمئن وينتهي أحد المواقف التي تشغل باله، حتى يظهر شيئًا جديد يجعله يشعر بالقلق، والاضطراب مرة أخرى، وهكذا.

 

يعاني المصابين باضطراب القلق من صعوبة السيطرة على الأفكار السلبية، وزيادة المخاوف حول العديد من الأمور، مما يؤثر سلبًا على أسلوب الحياة العام.

 

في حالة عدم وجود أشياء هامة تجعل الشخص يشعر بالقلق، فيمكن أن يقلق المريض حول سلامته الشخصية، ووضعه الصحي، أو حياة أحد المقربين منه.

 

أعراض اضطراب القلق المعمم

يمكن أن يصيب اضطراب القلق المعمم الأطفال والبالغين على حدًا سواء، وتتشابه الأعراض مع كثير من الاضطرابات الأخرى، مثل:

 

تشمل أعراض اضطراب القلق:

  • التوتر الدائم.
  • الخوف الزائد.
  • مشكلات التركيز.
  • اضطرابات النوم.
  • زيادة ضربات القلب.
  • التفكير الزائد في المشكلات التي يمكن أن تحدث مستقبلًا، وكيفية التعامل معها.
  • الإحساس بالتهديد.
  • صعوبة اتخاذ القرارات.

 

تتسبب هذه الأعراض في ظهور المزيد من الأعراض الجسدية، مثل:

  • الإرهاق الدائم.
  • تشنج العضلات.
  • آلام المفاصل.
  • الانفعال الزائد.
  • زيادة التعرق.
  • الغثيان.
  • الإسهال.
  • القولون العصبي.

 

اضطراب القلق المعمم عند الأطفال

يصيب اضطراب القلق الأطفال مثل الكبار مع وجود بعض الاختلافات ، إذ تزداد مخاوف الطفل، ويظهر قلق دائم حول:

  • أدائه المدرسي.
  • مستواه الرياضى.
  • دقة المواعيد.
  • سلامة أفراد الأسرة.
  • التعرض للحوادث.

 

مما يجعل الطفل يميل إلى :

  • تجنب الذهاب إلى المدرسة.
  • الانطواء، وتجنب المواقف الاجتماعية.
  • قلة الثقة في النفس.
  • الميل نحو أداء المهام بمثالية.
  • تكرار بعض المهمات لعدة مرات.
  • استغراق وقت زائد في أداء بعض المهام.

 

أسباب الإصابة باضطراب القلق المعمم

لا يوجد سبب واضح للإصابة باضطراب القلق، ولكن تلعب عدة عوامل دورًا في الإصابة، وتكون هذه العوامل خليط بين عوامل بيئية، وعوامل نفسية.

 

تشمل أسباب الإصابة:

  • أختلاف كيميائية المخ عن الوضع الطبيعي.
  • عوامل وراثية، إذ تزداد الإصابة في عائلات دون أخرى.
  • الجنس، حيث تزداد فرص الإصابة في الإناث عن الذكور.
  • السن، تزداد فرص الإصابة في منتصف العمر.
  • التعرض إلى صدمات نفسية متكررة خاصةً في مرحلة الطفولة.
  • بعض المشكلات الصحية، مثل التهابات المفاصل.
  • الإدمان، وسوء استخدام الأدوية المخدرة أو الكحوليات.
  • بعض سمات الشخصية، مثل التشاؤم، والتوتر المستمر.

 

تشخيص الإصابة باضطراب القلق المعمم 

يشخص الطبيب الإصابة باضطرابات القلق، إذا ظل المريض يعاني التوتر والقلق الدائم لمدة 6 أشهر متواصلة، دون أي تحسن.

 

أيضًا لابد للمريض أن يعاني آثار سلبية في أداء مهامه اليومية، والحياتية بسبب تأثير اضطراب القلق على حياته قبل التشخيص بالإصابة.

 

لا يحتاج التشخيص عادةً إلى إجراء أي اختبارات معملية، ولكن يعتمد على استبعاد المشكلات الصحية التي تسبب الأعراض التي يعاني منها المريض.

 

يشخص الطبيب الإصابة من خلال الخطوات الآتية:

  • فحص المريض.
  • فحص السجل الصحي، والعائلي للمريض.
  • استعمال بعض التقنيات النفسية.

 

علاج اضطراب القلق المعمم

يؤثر اضطراب القلق سلبًا في الحياة اليومية للشخص، ويجعله يميل إلى الوحدة، وعدم المشاركة في الحياة الاجتماعية، بالإضافة إلى حرمانه من الاسترخاء، والسلام التنفسي.

لذلك يعد الالتزام بخطة العلاج التي يضعها الطبيب من الأمور الهامة، للوصول إلى مرحلة الاستقرار النفسي، والتخلص من المخاوف المستمرة.

يعد الطبيب خطة علاج اضطراب القلق المعمم بناءًا على حدة الأعراض، وعمر المريض، ووضعه الصحي، وتتضمن خطة العلاج:

  • العلاج النفسي.
  • الأدوية.
  • نظام حياة مناسب.

العلاج النفسي 

يساعد العلاج المعرفي السلوكي مع اختصاصي نفسي أولئك الذين يعانون اضطراب القلق على إدارة الأعراض المزعجة المتعلقة بالقلق.

يعد العلاج النفسي آمن وفعال، ولا يسبب أي مشكلات، لذلك يوصي به العديد من الأطباء للتعامل مع اضطراب القلق المعمم.

إذ أثبتت الدراسات أن العلاج النفسي فعال في تقليل الإحساس بالتوتر، وزيادة الاسترخاء والوصول إلى الاستقرار النفسي بتأثير مساوي للأدوية.

 

الأدوية

يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد في التخلص من القلق، والخوف، مثل:

 

مضادات الاكتئاب

تنجح مضادات الاكتئاب في تقليل الإحساس بالقلق، والمساعدة في التفكير بإيجابية نحو مواقف الحياة المختلفة.

تعد مثبطات استرداد السيروتونين أحد أدوية مضادات الاكتئاب التي توصف بكثرة لعلاج اضطراب القلق المعمم.

 

مضادات القلق

تساعد مضادات القلق في تحسين الأعراض الجسدية المصاحبة لاضطراب القلق، مثل دواء بوسبيرون، لكن يحتاج الدواء عدة أسابيع كي يعطي مفعوله.

 

المهدئات

يمكن أن يصف الأطباء المهدئات في بعض الأحيان، مثل البنزوديازيبين لتخفيف أعراض القلق، والتوتر، إلا أنه لا يُنصح باستخدام هذه الأدوية كثيرا لتجنب اعتياد الدواء، والإدمان.

 

نظام حياة مناسب 

يساعد إجراء تعديلات على نمط الحياة في التحكم في مشاعر القلق، وخفض التوتر، والخوف.

تشمل هذه التعديلات:

  • اتباع نظام غذائي صحي مناسب، مكون من الخضروات، والفواكه، والبروتينات، وتقليل السكريات والنشويات، مما يساهم في ضبط الحالة المزاجية.
  • البعد عن الضغوطات النفسية، وتجنب المواقف التي تسبب التوتر.
  • ممارسة الرياضة بانتظام،مما يساعد في خفض التوتر وتعديل الحالة المزاجية.
  • ممارسة اليوجا، وتمارين التأمل، والتنفس العميق بصورة دائمة، مما يساعد في خفض التوتر، ومشاعر القلق.
  • الحرص على نوم هادئ بعدد ساعات كافية من 7 إلى 9 ساعات.
  • تجنب الكحوليات، والمواد التي تحتوي على النيكوتين.
  • تقليل التعرض إلى الكافيين، الذي يلعب دورا في تحفيز الجهاز العصبي، وزيادة التوتر.

 

في نهاية المقال، تعرفنا إلى مسببات اضطراب القلق المعمم، وأهم طرق العلاج للتخلص من القلق المزعج، والوصول إلى حالة الهدوء النفسي المنشود.

المصدر
mayoclinicnhswebmd

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى