Last Updated on: 1st يونيو 2024, 08:48 م
الثقافة العامة تجاه مرض الاكتئاب أصبحت متنامية، وأصبح الذهاب إلى الأطباء النفسيين والالتزام بالخطط العلاجية التي يضعونها أكثر شيوعاً بين الناس، لكن ما ينقص الناس هو بعض المعلومات عن أدوية الاكتئاب، والتي تكون لها أعراض جانبية قد تكون سبباً في التوقف عن العلاج تماماً في بعض الحالات، لكن بزيادة معلوماتك عنها، يمكنك السيطرة على هذه الأعراض الجانبية وتجنبها بنسبة كبيرة، ولهذا فاليوم سنتكلم عن بعض هذه الأعراض الجانبية وعن كيفية التعامل معها، لكن قبل ذلك علينا التأكيد أن التعامل مع هذه الأدوية سواء ببدء تناولها أو بضبط جرعاتها بالزيادة أو النقص يجب أن يتم تحت إشراف الطبيب.
أدوية الاكتئاب والنوم
إن من أعراض مرض الاكتئاب الرئيسية هي اضطرابات النوم، فقد يؤثر الاكتئاب على صاحبه فيجعله في بعض الحالات ينام كثيراً، ويؤثر على آخرين فيسلبهم راحة النوم تماماً، فهم لا ينامون كثيراً، ويقلقون من نومهم بسهولة، فكيف تؤثر أدوية الاكتئاب على النوم؟
يعتمد ذلك على نوع الدواء المستخدم، فبعض أدوية الاكتئاب مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية SSRIs، ومن أمثلتها مادة إسيتالوبرام تؤثر سلباً على النوم، لأنها تؤدي إلى زيادة النشاط والتركيز، لكن ذلك يؤدي إلى تدهور الأعراض الخاصة بالنوم عند المريض، فتزيد من الأرق وتقلل جودة النوم.
نوع آخر من مضادات الاكتئاب وهو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل مادتي: ميرتازبين وأميتريبتيلين، يحسن اضطرابات النوم المتعلقة بالاكتئاب، يقلل القلق ويزيد جودة النوم، لكنه على النقيض يقلل من النشاط ويجعل المريض يشعر بالنعاس طيلة اليوم.
لذلك، يقوم الطبيب والمريض بمعالجة هذا الموضوع سوياً، ويقومون بوزن المزايا والعيوب واختيار الدواء المناسب وضبط جرعته للحصول على أقصى استفادة. وإذا كنت تتناول دواءً للاكتئاب وتعاني من مشاكل في النوم فقم باستشارة الطبيب في التدابير التالية:
- تناول جرعتك من الدواء صباحاً.
- ممارسة الرياضة بانتظام، لكن احرص على إتمام التمرين قبل النوم بمدة كافية.
- عدم تناول الأطعمة والأشربة المحتوية على الكافيين مساءً.
أدوية الاكتئاب وزيادة الوزن
كثيراً ما نسمع عن هذه المشكلة، “أدوية الاكتئاب تزيد الوزن”، “أدوية الاكتئاب تسبب السمنة” فما صحة هذه الادعاءات.
علاقة مضادات الاكتئاب بالوزن شبيهة بعلاقتها بالنوم، فقد يؤثر الاكتئاب على المريض فيجعله فاقداً للشهية لا يأكل، أو على العكس قد يؤدي به إلى تناول كميات كبيرة من الطعام هرباً من المشاعر السلبية، وبما أن معظم أدوية الاكتئاب تؤدي إلى زيادة الشهية، فهي في بعض الحالات قد تكون مرغوبة لحل مشكلة فقدان الشهية المتعلقة بالاكتئاب، وفي حالات أخرى قد تزيد الأمر سوءًا، فتزيد من تناول الطعام واكتساب الوزن بشكل ملحوظ وربما يقلق، لذلك فإن متابعة الحالة مع الطبيب واجبة، فإن من صلاحيات الطبيب أن يغير الدواء لدواء آخر ليست له نفس حدة الأعراض الجانبية، وأخيراً فإن الممارسات التالية ستمكنك من الحفاظ على وزنك وعلى علاقة صحية بالطعام:
- تجنب تناول السكريات والمأكولات السريعة.
- تناول الأطعمة التي تشعرك بالشبع وتتمتع بقيمة غذائية عالية دون أن تحتوي على سعرات حرارية عالية مثل الخضروات والفواكه.
- حافظ على ممارسة الرياضة بانتظام.
أدوية الاكتئاب والدورة الشهرية
تناول بعض أدوية الاكتئاب للسيدات قد يؤدي بالفعل إلى بعض الاضطرابات أثناء الدورة الشهرية، مثل الإصابة بتقلصات شديدة أو نزيف غير طبيعي، لكن الخبر السار أن تلك الأعراض تتحسن تدريجياً وتتحسن كثيراً في مدة لا تتجاوز 3 أشهر، أما إذا استمرت الأعراض أكثر من ذلك فيجب عليك استشارة الطبيب. ويسرنا أن نقدم لك هذا المقال الذي يخبرك أكثر عن الاكتئاب عند السيدات وعلاجاته.
أدوية الاكتئاب والحمل
من الأفضل بشكل عام تجنب تناول أدوية الاكتئاب خلال فترة الحمل حيث أثبتت الدراسات أن تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل قد يؤدي إلى بعض العيوب الخلقية في الطفل مثل الشفة الأرنبية. لكن بعض الأدوية قد تعتبر اختياراً متاحاً، لذلك يجب التنسيق مع الطبيب إذا كانت السيدة تخطط للحمل.
أدوية الاكتئاب والجنس
الأدوية المضادة للاكتئاب قد يكون لبعضها آثار سلبية على حياتك الجنسية، ومن ذلك:
- تقليل الرغبة الجنسية.
- تأخير الوصول للنشوة الجنسية أكثر من اللازم، وفي بعض الأحيان لا يمكنك الوصول للنشوة.
- ضعف الانتصاب.
- في بعض الحالات قد يصاب الرجل بما يعرف بالقساح: وهو انتصاب مؤلم ومستمر لمدة طويلة تصل لعدة ساعات، وهو أمر يتطلب تدخل طبي عاجل، فتوجه للمستشفى حال إصابتك بذلك.
بعض الأدوية مثل ريميرون تكون أقل اتصالاً بمثل هذه الأعراض، في حين قد يكون البعض الآخر مثل سيبرا برو مساعداً على حياة جنسية أكثر صحة حيث يساعد على حل مشكلة القذف المبكر عند الرجال، لكن في النهاية يجب استشارة الطبيب قبل تغيير الدواء أو جرعته، وفيما يلي بعض النصائح للتقليل من حدة هذه الأعراض:
- خطط الممارسة الجنسية: بعض الأدوية قد يكون تأثيرها على الجنس واضحاً في الساعات القليلة التي تلي تناول الجرعة فقط، يمكنك التخطيط الممارسة بحيث تبعد وقت كاف عن تناولك للجرعة.
- تقليل الجرعة.
- تغيير الدواء.
- إضافة دواء: إذا كان الدواء يحسن مزاجك ويمكنك من السيطرة على الاكتئاب بشكل جيد، فمن الحكمة ألا تغير الدوا أو جرعته، لكن يمكنك الاستعانة بأدوية أخرى (السيلدينافيل أو التادالافيل …) لحل مشاكل الانتصاب والأعراض الجانبية الجنسية. قم بزيارة قسم الصحة الجنسية في هيلثاوي لمزيد من النصائح.
في النهاية يجب أن تعرف أن جميع هذه الأعراض الجانبية تتحسن كثيراً بعد فترة قد تصل إلى ثلاثة أشهر، فلا تكن عجولاً واعرف أنك تتعامل مع حالة تتطلب الحكمة والصبر والتجربة حتى تتوصل إلى الخطة التي تمكنك من عيش حياة صحية ومنتجة، وخالية من الأعراض الجانبية والاضطرابات.
