Uncategorized

العلاج النفسي لاضطراب ثنائي القطب

سبل الخلاص والنجاة من اضطراب القطبين

Last Updated on: 29th يوليو 2023, 05:28 م

 

يعد العلاج النفسي لاضطراب ثنائي القطب أحد الركائز الأساسية التي تنتشل المريض من بين فكي المرض، الذي يجعل من المريض وكأن يتلبسه جن مارد وتسيطر عليه روح ماجنة؛ يجعلون عواطفه متذبذبة بين النقيضين إما الفرح العارم والسعادة المتوهجة وإما الحزن الدفين والغم المرير.

 

نتحدث في هذا المقال عن أهمية العلاج النفسي لاضطراب ثنائي القطب، والتعرف إلى السبل العلاجية الأخرى التي تكبح جماحه.

ما اضطراب ثنائي القطب (الهوس الاكتئابي)؟

يندرج ذلك المرض تحت مظلة الأمراض العقلية، وقد عُرف قديمًا بلفظة “الجنون”، لكن مع الوقت تغيرت المسميات من المصادر الطبية لتصبح كلمة غير علمية ودقيقة، وأطلق عليه اضطراب ثنائي القطب أو الهوس الاكتئابي، الذي يعبر حقًا عن حال المريض.

 

تتباين حالة المصاب بين قطب الهوس الذي يجعله يحلق حد السماء ويعانق أحلامه وأمانيه ويندفع بقوة لتحقيق ما يريد بكل ما أوتى من قوة، وعلى الجانب الآخر قطب الاكتئاب والحزن ومرارة الأسى؛ فيشعر بالخذلان وأن الاكتئاب رفيق دربه طوال أيام الأسبوع السبعة، بالإضافة إلى هروبه داخل أحضان العزلة والوحدة وعدم الرغبة في الانخراط وسط التجمعات.

 

علاج ثنائي القطب

لا بد أن يعلم المريض أن مرض ثنائي القطب مزمنًا يلازمه طوال حياته لا يمكن الشفاء منه تمامًا، لكن يمكن السيطرة على أعراضه بالعلاجات النفسية والأدوية ومضادات الذهان، علاوة على ذلك يحتاج العلاج إلى فترة طويلة للسيطرة على الأعراض وقمعها؛ كي يستطيع الفرد ممارسة يومه على نحو طبيعي دون أن تؤثر في عمله أو علاقاته الاجتماعية مع الغير.

يجدر بالذكر أن علاج ثنائي القطب يكون تبعًا للأعراض ووفق المرحلة التي يمر بها المريض، إضافة إلى علاج يحافظ على الحالة الوجدانية، وتتضمن رحلة العلاج ما يلي:

العلاج النفسي لاضطراب ثنائي القطب

أوضحت الدراسات الحديثة فعالية العلاج النفسي للسيطرة على نوبات الاكتئاب الحادة التي تعصف بمريض اضطراب ثنائي القطب، وتقليل احتمالية الانتكاسات أو النوبات المُستقبلية، وفيما يلي بيان لأهم العلاجات النفسية التي تستهدف اضطراب ثنائي القطب: 

التثقيف النفسي (Psycho Education) 

تكمن أهمية التثقيف النفسي لمرضى اضطراب ثنائي القطب وذويهم في تقديم معلومات دقيقة حول طبيعة المرض والأعراض وسبل العلاج، علاوة على ذلك تطورات المرض وتعليم طرق التعامل مع المريض، والتعرف إلى الخيارات العلاجية، والإطلاع على استراتيجية العلاج المتبعة لمساندة الفرد وفقًا لأعراض وعوامل الخطر والانتكاسة، وتعقد تلك الجلسات جماعية أو فردية. 

العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioural Therapy)

يتضمّن العلاج السلوكي المعرفي أربعة محاور هامة لكبح أعراض المرض، وهم:

  • التثقيف النفسي حول اضطراب ثنائي القطب.

  • تمارين التحفيز السلوكي.

  • مهارة حل المشكلات.

  • إعادة بناء الإدراك.

يستهدف الاختصاصي النفسي مساعدة المريض على فهم واستيعاب أحداث الحياة اليومية على نحو متوازن، وتصحيح المعتقدات الخاطئة التي تعرقل مسيرة حياتهم.

العلاج المُرتكز على العائلة (Family‐focused therapy)

تعتمد طرق العِلاج المُرتكزة على العائلة على أساليب التواصل التي تتميز بمستوى عالِ من التعبير العاطفي بين مريض اضطراب ثنائي القطب وأُسرته أو شُركائه، وذلك في إطار جلسات يبلغ عددها 21 جلسة على مدار 9 أشهر تُقدم للمريض وعائلته.

العلاج بالإيقاع الشخصي المتناسق (Interpersonal and social‐rhythm therapy)

يُعد برنامج الإيقاع الشخصي المُتناسق من أبرز البرامج العلاجية التي تستهدف خصيصًا مرضى ثنائي القطب، ويسعى ذلك النمط العلاجي نحو مساعدة المريض في الحفاظ على روتينه اليومي المُحدّد، بما في ذلك النوم والاستيقاظ؛ لتقليل عوامل خطر حدوث نوبات هوس أو اكتئاب.

ويتكون العلاج بالإيقاع المتناسق من عنصرين، وهما:

  • العلاج الإيقاعي الاجتماعي (Social rhythm therapy).

  • العلاج النفسي التفاعلي (Interpersonal psychotherapy).

 

العلاج الدوائي للسيطرة على اضطراب ثنائي القطب

تتبلور الخطة الدوائية لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب حول 4 محاور أساسية، وهم:

  • مهدئ المزاج (Mood stabilizer): للتحكم في نوبات الهوس.
  • مضادات الاكتئاب (Anti-depressant): ويفضل الأطباء أن يكون معه نوع من مهدئات المزاج في ذات الوقت، خشية علاج الاكتئاب والسيطرة عليه وعلى إثره ينتقل مباشرة إلى حالة السعادة والتفاؤل الزائد عن الحد، ودخول المريض مرحلة الهوس من جديد.
  • مضادات القلق (Anti-anxiety): لمساعد المريض على تنظيم النوم.
  • مضادات الذهان (Antipsychotic): ينصح به في حالة فشل كل العلاجات السابق ذكرها وعدم جدواها في تحسين حالة المريض، و للتحكم بأعراض الاكتئاب إن وجدت على المريض مع الأدوية المضادة للذهان أو الأدوية المثبتة للمزاج؛ لتجنب سيطرة أحد نوبات الهوس الحاد على المريض.

طرق علاجية أخرى لاضطراب ثنائي القطب

توجد بعض السبل العلاجية الأخرى التي قد يلجأ إليها الطبيب النفسي، وتتضمن ما يلي:

العلاج بالصدمات الكهربائية (Electroconvulsive Therapy)

يُستخدم العلاج بالصدمات الكهربائية لعلاج نوبات الاكتئاب المُقاومة للخيارات العلاجية السابق ذكرها.

التحفيز العميق للدماغ (Deep Brain Stimulation) 

يُعد التحفيز العميق للدماغ من البرامج العلاجية الواعدة لعلاج اضطراب ثنائي القطبيتضمّن هذا الأسلوب العلاجي زرع أقطاب كهربائية في المخ جراحيًا، إذ تُوصل الأقطاب بجهاز تحفيز للأعصاب يُزرع تحت الجلد، بعدها تُحَفَّز مناطق مُعينة في الدماغ كهربائيًا

ما مدة علاج مرض ثنائي القطب؟

لا يمكن تحديد مدة علاج مرض ثنائي القطب، خاصة أنه من الأمراض النفسية الخطرة، التي يحتاج علاجها خطة محكمة باستخدام مجموعة من العلاجات المختلفة، التي تسيطر على الأعراض المرضية؛ وعلى إثره حدد بعض الأطباء ما يلي:

  • من المحتمل أن تستغرق نوبات الهوس بين 3 إلى 6 أشهر في حالة إهمال العلاج . 
  • عادة تظل نوبات الاكتئاب مدة زمنية أطول، وتستمر من 6 إلى 12 أشهر.
  • تتحسن النوبات في غضون 3 أشهر عند اتباع الخطة العلاجية الفعالة.

هل يمكن علاج ثنائي القطب بدون أدوية؟

لا يمكن علاج ثنائي القطب بدون أدوية، لكن يمكن اتباع نمط حياة صحي لتعزيز فعالية علاج ثنائي القطب، وتتضمن الآتي:

  • ممارسة الرياضة يوميًا للمساعدة على تصفية الذهن وتحسين الحالة المزاجية.
  • تناول غذاء صحي خال من الدهون غني بالعناصر الغذائية الذي يمنح التوازن النفسي.
  • الحصول على قسط كاف من النوم يوميًا يجعلك أكثر هدوئًا وتركيزًا.
  • مشاركة الأصدقاء أو العائلة الأوقات الترفيهية أو المناسبات أو الأنشطة الرياضية.
  • تجنب شرب الكحول أو تعاطي المخدرات أو تناول مشروبات غنية بالكافيين.

هل تحدث انتكاسة لمريض اضطراب ثنائي القطب؟

يتعرض بعض المرضى إلى الانتكاسة وظهور الأعراض مرة أخرى  في أثناء فترة خمود المرض وقبل الوصول للتعافي الكامل وعودة المرض وظهور نوبة جديدة من الاكتئاب الكبير Major Depression.

عادة ما تحدث بسبب عدم الانتظام في تناول الأدوية أو التوقف عن تعاطيها لمدة معينة؛ مما يحدث للمريض ما يسمى انتكاسة المرض؛ لذا تحتاج الانتكاسة إلى التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني بحرص وإعادة تقييم الحالة مع الطبيب المختص لبحث أسباب الانتكاسة وتعديل خطة العلاج مرة أخرى.

أنت تستحق -عزيزي- أن تحيا حياة هانئة مطمئنة؛ لذا فلا تتردد واطلب استشارة الطبيب النفسي، فالعلاج النفسي لاضطراب ثنائي القطب له دور كبير في التخلص من تلك المعضلة، وتذكر أن كل مر سيمر.

 

المصدر
medlineplusmsd manualswebmd

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى