Uncategorizedالأمراض النفسية

فخ الهشاشة النفسية | داء العصر المزمن

Last Updated on: 30th ديسمبر 2023, 09:09 م

كنت أجلس مع صديقتي استمع إلى شكوها وأراقب بقلب جزع انهيارها التام بسبب مشكلة تتعرض لها، لم تكن مشكلة صديقتي مستعصية الحل إلا أنها لسوء الحظ وقعت في فخ الهشاشة النفسية.

 

سنتعرف أكثر في هذا المقال عن الهشاشة النفسية، وكيفية التعامل معها والوقاية منها.

 

الهشاشة النفسية 

تعد الهشاشة النفسية من المشكلات الحياتية التي صرنا نتعرض لها كثيرًا خلال السنوات الماضية، بل أصبح المصطلح يتكرر بكثرة في كتب علم النفس و محاضرات التنمية البشرية.

 

ويمكن القول أن الهشاشة النفسية عبارة عن حالة شعورية تحدث نتيجة تعظيم الإحساس بالألم وعدم القدرة على الاحتمال نتيجة المرور بتجارب مؤلمة أو مشكلات حياتية.

 

إذ يمر الإنسان عادةً بالكثير من الصعاب والتجارب المرهقة خلال الحياة مما يدفعه إلى الإحساس بالألم والوقوع في فخ العديد من المشاعر السلبية.

 

لكن يُفترض أن يصرف المرء تفكيره إلى محاولة حل هذه المشكلات، والتعلم من أخطائه وإكمال رحلة حياته، أو أن يلجأ إلى طلب المساعدة إذا اقتضى الأمر.

 

أما في حالة الهشاشة النفسية يصعب على الإنسان التخلص من هذه المشاعر ويزداد إحساسه بالألم وتصور مدى الكارثة التي حلت به، بل ويشعر الإنسان في كثير من الأحيان أن حياته انتهت.

 

يظل الإنسان يضخم إحساسه بالعجز وعدم القدرة على حل مشكلاته ويغرق في دوامة من رثاء الذات، ويدخل بقدميه إلى شرنقة الاكتئاب والقلق والتوتر والعديد من الاضطرابات النفسية الأخرى.

 

كيفية التعامل مع الهشاشة النفسية في الحياة اليومية

في البداية يجب التفريق بين الألم الناتج عن ضغوطات حياتية معتادة وبين الألم الناتج عن فاجعة حقيقية تمر بالمرء وتقلب حياته رأسًا على عقب مما يعيقه عن إكمال الحياة.

 

فلا يمكن للإنسان أن يساوي بين الألم نتيجة ضغوطات الحياة اليومية، مثل مشكلات العمل أو شجار بين الأصدقاء أو المرور بضائقة مالية، وبين الألم الناتج عن التعرض لإحدى الصدمات الكبرى، مثل الحرب، أوالاغتصاب، أو سوء المعاملة والتعذيب.

 

فالألم الناتج عن ضغوطات الحياة اليومية هو من الأمور المتوقعة التي تحدث للكثير ويمكن التعامل معها من خلال بعض الخطوات، مثل:

  • التنفيس عن مشاعر الألم التي تصيب الإنسان أول بأول من خلال الحديث مع صديق أو الرسم أو الكتابة.
  • تجنب الاستسلام لحالة الحزن ورثاء النفس والتفكير الزائد في المشكلة.
  • البحث عن حلول للمشكلات الحياتية واستشارة المقربين وذوي الخبرة عند الحاجة.
  • الاسترخاء وممارسة المشي والتنزه والترويح عن النفس بصورة منتظمة.
  • الاستعانة بالله والاستماع إلى الدروس والمواعظ الدينية.
  • السعي المستمر نحو تطوير الذات وإصلاح عيوب النفس وتزكيتها.
  • المرونة مع الآخرين وتجنب السعي نحو الكمال وتقبل الأخطاء ومعالجتها.

 

اتباع هذه الخطوات يساعد المرء تدريجيًا عن الانتقال من حالة الهشاشة النفسية إلى تقوية النفس والوصول إلى المرونة النفسية اللازمة لتحمل مشاق الحياة وصعوباتها.

 

الطرق الفعّالة لمواجهة المشكلة

الهشاشة النفسية من الأمور التي تعيق الإنسان في التمتع بحياته، إذ أن زيادة الإحساس بالألم والانخراط في رثاء النفس حول مشكلات الحياة المعتادة لن ينجح في حلها.

 

هناك عدة نصائح تساعد في التغلب على الهشاشة النفسية، مثل:

  • اكتشاف العيوب ونقاط الضعف والأمور التي تساعدك على عدم الإحساس بالراحة، والعمل على تقويتها.
  • تحمل المسئولية والإيجابية في حل المشكلات وتجنب لعب دور الضحية، وتذكر دومًا أن الركون إلى الألم وعدم السعي لحل المشكلات ينغص حياتك أكثر من المشكلة نفسها.
  • الشجاعة في مواجهة مشكلات الحياة ونبذ الخوف في اتخاذ خطوات جادة للتعامل مع ضغوطات الحياة.
  • نسيان التجارب المؤلمة السابقة وتجنب التفكير الزائد فيها.
  • التعلم من الأخطاء السابقة والتعامل مع كل مأزق كأنه يضيف خبرة حياتية تساعدك في المستقبل.
  • العمل على تغيير الأفكار السلبية حول الذات مما يساعد في التخلص من المشاعر السلبية مثل القلق والتوتر والتي تلعب دورًا هامًا في تعظيم الإحساس بالمشكلة وتضخيمها.
  • يمكن أن يساعد العلاج المعرفي السلوكي من قبل الاختصاصي النفسي في بناء مشاعر إيجابية للتغلب على الهشاشة النفسية إذا دعت الحاجة.
  • لا يُنصح باستعمال أدوية القلق أو مضادات الاكتئاب للتغلب على الهشاشة النفسية، إذ أنها حالة شعورية وليست مرضية، ما لم يوصي الطبيب بغير ذلك.

كيفية الوقاية من الهشاشة وتعزيز الصحة العقلية

انتشرت الهشاشة النفسية في السنوات الأخيرة بكثرة خاصةً بين فئات الشباب والمراهقين ويرجح سبب ذلك إلى عدة عوامل، منها:

  • عدم القدرة على التعامل الصحيح مع الألم الناتج عن مشكلات الحياة اليومية.
  • تراجع المرونة النفسية وعدم القدرة على البحث عن حلول للمشكلات.
  • نقص الخبرة.
  •  الحماية الزائدة، وعدم تحمل المسئولية.

 

لذا في سبيل الوقاية من الهشاشة النفسية يلزم على المرء أتباع النصائح الآتية:

  • التدرب على تحمل المسئولية تدريجيًا منذ الصغر مما يساعد الفرد مستقبلًا على زيادة الثقة بالنفس والتعامل مع ضغوطات الحياة.
  • الاحتكاك بالأخرين واكتساب الخبرات المختلفة مما يكسب المرء القدرة على إيجاد الحلول.
  • المرونة وتوطين النفس على الصبر والتعامل الصحيح مع الألم.
  • اكتساب المهارات المختلفة لزيادة قدرة الإنسان على التعامل مع المشكلات الحياتية.
  • الحصول على الدعم النفسي من الأسرة والمقربين وقت الأزمات.
  • ممارسة الرياضة للمساعدة في تفريغ المشاعر السلبية.
  • اللجوء إلى اختصاصي نفسي في الأزمات الشديدة.

 

ختاما، رغم كون الهشاشة النفسية من مشكلات العصر المنتشرة، إلا أن المرء يجب أن يعرف أن مواجهة الحياة لا تكمن في رثاء النفس وزيادة الإحساس بالعجز بل يجب نفض هذه المشاعر السلبية والعمل على التخلص منها للاستمتاع بحياته.

 

 

المصدر
Emotional Exhaustion: What It Is and How to Treat ItPain Catastrophizing: What Clinicians Need to KnowPain Catastrophizing: What Clinicians Need to Know

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى