الأمراض النفسيةالصحة النفسية

الوسواس القهري الفكري الجنسي | أسبابه وسبل العلاج

Last Updated on: 8th فبراير 2022, 09:33 ص

لقد كانت تجربتي مع الوسواس القهري الفكري الجنسي مؤلمة للغاية، كدت أجن من تلك الأفكار المتداخلة المحظورة والمحرمة وليدة هذا الوسواس الجنسي. 

تلك السلوكيات كالغصة في حلقي؛ فلا أستطيع الشعور بالمتعة والسعادة، وفي ذات الوقت أشعر بالاشمئزاز من نفسي ويراودني القلق والخوف والإحساس بالذنب. 

سنتعرف سويًا في هذا المقال إلى أسباب الوسواس القهري الفكري الجنسي وأعراضه المختلفة، وهل توجد علاقة بين الوسواس القهري والضعف الجنسي؟

وهل يمكن علاج الوسواس الجنسي بالأعشاب، هذا وأكثر ما سنسلط عليه الضوء اليوم لمعرفة كل ما يخص السلوك الجنسي القهري، فتابعوا معنا. 

ما هو الوسواس القهري الجنسي؟ 

الوسواس القهري الفكري الجنسي

اضطراب الإدمان الجنسي أو الرغبة الجنسية، مع وجود شهوة جنسية مفرطة تسيطر على المريض وتجعله أسير للتخيل والسلوكيات المثيرة جنسيًا.

أنواع الوسواس القهري الجنسي

يشمل أنواع الوسواس القهري الجنسي ما يلي:

  1. الجنس عبر الإنترنت.
  2. الاستمناء.
  3. ممارسة الجنس في الأماكن العامة.
  4. ممارسة الجنس مع أكثر من شريك.
  5. استخدام الخدمات الإباحية أو الدفع مقابل الجنس.
  6. السادية الجنسية.

تشير بعض الإحصائيات إلى أن من بين 6% إلى 24% من المصابين بالوسواس القهري الفكري الجنسي يعانون نوعًا من أنواع الوسواس القهري الجنسي.

ما هو الوسواس القهري الجنسي للأطفال؟

يطلق عليه أيضًا البيدوفيليا، وهو الرغبة في إقامة العلاقة الجنسية مع الأطفال، ويعد أحد انحرافات السلوك الجنسي.

الفرق بين الهوس الجنسي والوسواس القهري الفكري الجنسي

يلتبس الأمر على بعض الناس ويخلطون بينهما، وذلك لأن الهوس الجنسي يتسم بالشعور باللذة والمتعة، ويفعل الشخص ما يريد دون الشعور بالندم أو القلق.

لكن يشعر المصاب بمرض الوسواس القهري الفكري الجنسي بالاكتئاب ويعتريه التوتر والقلق؛ وذلك لأنه يرى أن ما يفعله منافي للأخلاق وأمرًا مخزيًا.

يشعر أيضًا المصاب بذلك الوسواس الجنسي بالخوف والتردد في التعامل مع الناس، خشيةً تلك الأفكار المقززة التي تجول في خاطره، وخوفًا من تطبيقها.

ما هي أسباب الوسواس القهري الجنسي؟ 

في حقيقة الأمر لم يتوصل إلى الآن لمعرفة السبب  الرئيس لوسواس الأفكار الجنسية، لكن توجد بعض العوامل التي قد تسبب ذلك الاضطراب، وتتضمن الآتي:

1- العوامل والأسباب اجتماعية للوسواس القهري الفكري الجنسي 

تكون الصدمات التي قد يبتلى بها الشخص عاملًا رئيسًا لتوجهه لتلك الممارسات الجنسية، ولا يشعر بالراحة إلا بها.

2- الأسباب والعوامل البيولوجية

تتضمن الأسباب البيولوجية الآتي:

  • اضطراب وعدم توازن المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ، إذ يوجد داخل الدماغ مركبات كيميائية مسؤولة عن تنظيم الحالة المزاجية للفرد، مثل: الدوبامين والسيروتونين؛ وعند اضطرابها قد يحدث الوسواس القهري الفكري الجنسي.
  • حدوث تغيرات في مسارات الدماغ، قد يصاب الفرد بالوسواس القهري الفكري الجنسي نتيجة إدمانه ممارسة الجنس؛ الذي يؤدي مع مرور الوقت إلى حدوث تغيرات في دوائر الدماغ العصبية.

مما تؤدي إلى الشعور بالسعادة الجمة والمتعة عند ممارسة الجنس، والعكس عند الامتناع عنه.

  • الإصابة ببعض المشكلات الصحية، قد تؤثر بعض الأمراض أو المشكلات الصحية في سلوكيات الشخص، مثل: الصرع ومرض الخرف، وقد تسبب بعض الأدوية أيضًا المستخدمة في علاج داء باركنسون الإصابة بذلك الجنس القهري.

3- الأسباب النفسية للوسواس القهري الفكري الجنسي 

قد يعزى الوسواس القهري الفكري الجنسي إلى الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية، مثل: الاكتئاب والذهان.

أعراض الوسواس القهري الجنسي

تشير بعض العلامات والدلالات إلى إصابة الشخص بالوسواس القهري الفكري الجنسي، مثل:

  1. التخيلات والرغبة الجنسية الجامحة المتكررة التي تستنزف وقت الشخص ويومه دون القدرة على كبحها وتحجيمها.
  2. الاستمرار في مستنقع السلوكيات الجنسية التي قد تلحق الأذى به، مثل: الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا.
  3. يتأثر زواج مريض الوسواس القهري الجنسي، وذلك نتيجة لعدم قدرته على إقامة علاقة سليمة ومستقرة.
  4. شعور المصاب بأنه مسلوب الإرادة وأنه مدفوع تجاه تلك السلوكيات الجنسية، لكن يعتريه أيضًا الشعور بالذنب وتأنيب الضمير.
  5. يلجأ الشخص لتلك الممارسات الجنسية هربًا من الواقع ومشكلاته، مثل: الضغط النفسي والاكتئاب والعزلة.
  6. المحاولات البائسة اليائسة، وذلك بهدف التقليل أو السيطرة على الرغبات والسلوكيات ووسواس الأفكار الجنسية.

مضاعفات الوسواس القهري الجنسي

قد يسبب اضطراب الوسواس القهري الفكري الجنسي عدة مضاعفات لا يحمد عقباها، مثل:

  1. عدم الشعور بالراحة نتيجة الصراع الداخلي بين الرغبة في المتعة والشعور بالذنب.
  2. اضطراب العلاقات الأسرية.
  3. الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية، مثل: الاكتئاب ومراودة الأفكار الانتحارية.
  4. الإصابة  بداء الإيدز أو التهاب الكبد أو انتقال العدوى المنقولة بالاتصال الجنسي.
  5. الانغماس في شرب الكحول أو تناول العقاقير.
  6. التعرض للاعتقال والعقوبات القانونية، وذلك بسبب الانتهاكات الجنسية.

كيفية التخلص من الوسواس القهري الجنسي

الوسواس القهري الفكري الجنسي

يهدف علاج الوسواس القهري الجنسي مساعدة المريض على السيطرة على رغباته الملحة والحد من السلوكيات غير المرغوب بها. 

يجدر بالذكر أن عدد من المصابين بذلك السلوك الجنسي القهري يعانون مشكلات تتعلق بالصحة العقلية أو إدمان المخدرات أو المشروبات الكحولية، التي تحتاج إلى التدخل وعلاجها أيضًا. 

قد تطول أو تقصر الفترة الزمنية التي يستغرقها المريض للشفاء وفقًا لشدة الحالة، وقد يستمر العلاج عدة سنوات للتأكد من تعافى المريض وعدم وقوعه في الانتكاسة مرة أخرى. 

يتضمن علاج الوسواس القهري الجنسي الآتي:

1- العلاج النفسي

يسهم العلاج النفسي الديناميكي في زيادة درجة الوعي بسلوكيات المصاب الخاطئة وأفكار اللاوعي لديه، ويساعده أيضًا على التخلص من صراعاته الداخلية. 

كذلك يلجأ الطبيب المختص إلى العلاج السلوكي المعرفي، وذلك بهدف استبدال السلوكيات غير السوية والممارسات الجنسية بأنماط سلوكية صحية. 

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون العلاج بأسلوب جماعي أو فردي تبعًا لارتياح المريض ورغبته.

كذلك قد يستعين الطبيب أيضًا ببرنامج 12 خطوة، وهو برنامج يعتمد على وجود المريض بين مجموعة من الأفراد تعرضوا لنفس المعاناة من قبل واستطاعوا التغلب عليها والتخلص منها. 

يهدف ذلك البرنامج إلى التحفيز واستعادة الثقة داخل نفوس المصابين، ودعوتهم للمثابرة والصبر على تلقى العلاج. 

3- الأدوية

توصف بعض الأدوية المختلفة التي تؤثر في المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ، التي تكون من أبرز أسباب الوسواس القهري الفكري الجنسي. 

يختار الطبيب الدواء وفقًا لحالة المريض، كذلك يأخذ في عين الاعتبار إصابته بأي مشكلات نفسية أو إذا كان يعاني إدمان المخدرات.

تشمل الأدوية المستخدمة لعلاج ذلك الاضطراب ما يلي:

مضادات الاكتئاب

تعد مضادات الاكتئاب من ضمن الأدوية التي تستخدم في إعادة الامتصاص للسيروتونين، لذلك فهي من أكثر الأدوية المستخدمة في علاج الوسواس القهري الفكري الجنسي.

ومن أبرزها:

  1. سيرترالين، مثل لوسترال
  2. فلوكستين، مثل بروزاك
  3. باروكستين، مثل سيروكسات.

مثبتات المزاج

تستخدم في علاج حالات الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب، ولها دورًا فعالًا أيضًا في تحجيم التأثر بالمثيرات الجنسية، ومن أبرز أنواعها الليثيوم، مثل بريانيل.

مضادات الأندروجين

تعمل تلك الأدوية على الحد من تأثير الهرمونات الجنسية الذكورية، وتستخدم في الحالات الخطرة، مثل: حالات الاعتداء على الأطفال. 

النالتريكسون

يسهم في علاج إدمان الكحول ويعمل أيضًا على غلق الجزء المسؤول في الدماغ عن الشعور بالمتعة الناجمة عن ممارسة السلوكيات الجنسية التي اعتادها الشخص.

4- العلاج المنزلي

يجب الوعي بهذا الاضطراب والسلوك الجنسي، ويمكن اتباع بعض الخطوات والنصائح التي تساهم في علاجه، ومنها:

  1. تقديم الدعم والوعي الجيد لما يعانيه المريض. 
  2. الإطلاع على ذلك الاضطراب وفهمه جيدًا. 
  3. مساعدة الفرد ومساندته في رحلة علاجه تجنبًا للانتكاسة. 
  4. التعرف إلى سبل العلاج المختلفة والخيارات المتاحة لكبح ذلك الاضطراب. 

هل يمكن علاج الوسواس الجنسي بالأعشاب؟ 

قد تسهم بعض الأعشاب -عزيزي القارئ- في علاج السلوك الجنسي القهري، ومن أبرزها:

  1. حبة البركة. 
  2. عشبة المليسا. 
  3. عشبة التلبية. 
  4. نبتة سانت جون
  5. عشبة حليب الشوك. 

في الختام، رفقًا بمصابي الوسواس القهري الفكري الجنسي؛ فهم يتألمون ويشعرون بجرم ما يفعلون ويضيق صدرهم بما يجول في خاطرهم. 

يجب تقديم الدعم والمساندة كي يستطيع المريض النجاة من تلك الكبوة، وتجنبًا وقوعه فريسة الانتكاسة.

المصدر
verywellmindmayoclinicmedicalnewstoday

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى