الأمراض النفسية

جلسات العلاج النفسي للاكتئاب، فضفضة علاجية 

Last Updated on: 1st يونيو 2024, 08:57 م

في العادة عندما نشعر بالحزن، توجهنا فطرتنا إلى التحدث، فتشعر أنك بحاجة إلى التنفيس عن هذه الضغوطات والمشاعر التي تتقلب داخلك كأمواج البحر، عن طريق الحديث إلى شخص ما تحبه ويحبك، ربما أحد أقاربك أو أصدقائك، وربما حتى وإن كنا نعلم أن هذا الشخص لن يتمكن من المساعدة، لكن مجرد التحدث عما يشغل بالنا يجعلنا نشعر بالارتياح. 

لكن ماذا إن تراكمت أمواج المشاعر الهائجة هذه دون فرصة للتنفيس عنها، ودون التعامل معه بشكل صحيح؟ إن هذا أحد الأسباب التي قد تودي بالشخص إلى شواطئ الاكتئاب المعزولة. جلسات العلاج النفسي هي محاولة من الطبيب أو المختص أن يبحر معك في هذه العاصفة من المشاعر والآلام المتراكمة وإخراجك منها رويدا رويداً، وفي هذا المقال سنحاول التعرف على جلسات العلاج النفسي للاكتئاب؟ وهل جلسات العلاج ضرورة لعلاج الاكتئاب؟ وما هي نتائجها المتوقعة؟ كل هذه الأسئلة وأكثر. 

 

ما هي جلسات العلاج النفسي للاكتئاب؟ 

جلسات العلاج النفسي هي إحدى الطرق الفعالة لمعالجة الاكتئاب وأعراضه. يقوم فيها الطبيب بوضع خطة علاجية للمريض على مدى عدد من الجلسات يفترض أن تنتهي بأن يكون المريض أكثر تحكماً في أفكاره ومشاعره وتصرفاته. 

يبدأ الطبيب في الجلسة أو الجلسات الأولى بمحاولة فهم المشاكل التي يعاني منها المريض في وضعه الحالي وما هي أسبابها، ثم يحاول بعد ذلك توجيه المريض في رحلة يقودها المريض نفسه ومن خلال طرق وحلول طبية مجربة إلى إيجاد طرق فعالة للتعامل مع الضغوطات اليومية، والأحداث المؤسفة الماضية والآتية، حتى يبقى مسيطراً على نفسه، ولا يقع في فخ الاكتئاب.

 

هل جلسات العلاج ضرورية؟ 

دعونا نضرب مثالاً لتوضيح مدى أهمية جلسات العلاج النفسي لمريض الاكتئاب، ولنفترض أن شخصاً ما يغرق، سيرمي المنقذون طوق النجاة قريباً منه، وسيحاول هو الوصول والتمسك بالطوق حتى يتمكن المنقذون من سحبه إلى البر، لكن ماذا إن كان فاقداً للوعي؟ في هذه الحالة يجب على المنقذ الوصول إلى المريض وحمله على طوق النجاة بنفسه ثم سحبه إلى الأمان وإسعافه إلى أن يستعيد وعيه وعافيته. 

يلعب الطبيب أو المعالج النفسي في الجلسات دور المنقذ، في حين يشبه مريض الاكتئاب كثيراً صديقنا الذي فقد الوعي، قد تبدو الحلول لمشاكله واضحة وسهلة، لكنه يرفض ولا يمتلك الطاقة للسعي لحل هذه المشاكل، ما إن يتدخل شخص مختص ويساعده ويقوم له طرق تفكيره في الأمور.

من هذا المثال يتضح أن الجلسات العلاجية لها أهمية كبرى وتعتبر حجر الأساس في السيطرة على حالات الاكتئاب، وفي بعض الحالات قد تكون وحدها غير كافية وبحاجة إلى الأدوية للتحكم في الحالة، بينما أثبتت الدراسات أن الجلسات العلاجية حسنت بعض الحالات التي كانت مستعصية على العلاجات. 

 

ما هي فوائد الجلسات العلاجية للاكتئاب؟

تساعد الجلسات بعد التشخيص ووضع الخطة العلاجية في تخفيف الأعراض والسيطرة عليها ومن ذلك: 

  • تخفيف التوتر والضغوطات التي يعاني منها المريض.
  • تغيير المنظور وطريقة التفكير التي يفكر بها المريض وينظر بها لحياته ولمشاكله.
  • تحفيز المريض وجعله أكثر قدرة على الالتزام بالعلاج. 
  • تعليم المريض كيفية التعامل مع الأعراض الجانبية للأدوي.
  • تعلم الطريقة التي تستطيع بها شرح مشكلتك للآهرين.
  •  توقع تطور الحالة والوقاية من تدهورها.

 

ما هي أنواع الجلسات النفسية؟ 

هناك عدد من الأنواع المختلفة لجلسات العلاج النفسي، وذلك لأن بعضها يركز على مشاكل معينة ويتخصص في حلها، ومن ذلك: 

  • جلسات العلاج المعرفي، أو جلسات العلاج السلوكي، أو جلسات العلاج المعرفي السلوكي:
    وفيها يركز الطبيب على أفكار المريض وتصرفاته والكيفية التي تؤثر بها على حالة الاكتئاب عنده. سوف يضع الطبيب بالمشاركة مع مريضه أهدافاً للجلسات، مثل تخطي حادثة معينة أو تغيير سلوك أو ترك عادة ما، وربما يتم تكليف المريض ببعض ال”واجبات المنزلية” كأن يقوم بتسجيل يومياته أو يقوم بأساليب حل المشكلات التي يتعلمها في الجلسات وتدوين النتائج، ليتمكن الطبيب من تقييم الحالة بشكل أفضل ومراجعة أخطاء المريض في الأفكار والسلوكيات وتصحيحها.

  • جلسات العلاج التفاعلي أو البين شخصي:
    وفي هذا النوع يتم التركيز على العلاقات الشخصية للمريض وتأثيرها على حالة الاكتئاب. تركز هذه الجلسات على المشاكل العملية في علاقات المريض بمن حوله، يتعلم فيه المريض كيفية اكتشاف السلوكيات غير الصحة وتغييرها.

  • العلاج النفسي الديناميكي:
    يعتبر هذا النوع هو الأكثر شيوعاً، وفيه يركز الطبيب على معرفة المشاكل المترسبة في العقل اللاواعي مثل الصدمات النفسية في الطفولة والأحداث المؤسفة التي تعرض لها المريض والتي يظهر أثرها على سلوكه في الوقت الحالي. بعد التعرف عليها يقوم الطبيب بتطبيق بعض الأساليب لإراحة المريض من هذه الضغوطات ولتصحيح السلوكيات المتأثرة بها.

  • جلسات العلاج التي تشمل أكثر من المريض:
    مثل جلسات العلاج العائلي أو الجلسات الجماعية. في العلاج العائلي يحضر المريض مع عائلته لمناقشة حالته، وتكون الميزة هنا أن الطبيب يقوم بتوجيه أفراد العائلة كذلك إلى الطريقة المثلى للتعامل مع المريض ومساعدته في كربه، فبدون الإرشاد الصحيح قد تؤدي أفعال العائلة إلى المزيد من المشاكل بالرغم من نواياهم الجيدة. أما الجلسات الجماعية يجتمع فيها عدد ممن يعانون من نفس المشكلة للتحاور ومشاركة تجاربهم وآلامهم ونجاحاتهم، يساعد ذلك في اكتساب الثقة والأمل عند المرضى.

في النهاية عزيزي القارئ وكما ذكرنا سابقاً، فإن الحديث عن المشاكل مع شخص تعلم أنه يحبك بصدق هو أحد ركائز الراحة النفسية، من منا تخلو حياته من الهموم والمشاكل، لكن احرص ألا تخلو أيضاً من أشخاص مقربين تشاركهم هذه الهموم حتى وإن كان ذلك فقط بغرض الفضفضة وتنظيم الأفكار. وقانا الله وإياكم شر الهموم والاكتئاب والأمراض النفسية

المصدر
Psychotherapy for Depression

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى