Last Updated on: 31st مايو 2024, 09:21 م
يعد مرض الانفصام الشخصي “الشيزوفرينيا” من ضمن المشكلات الصحية الخطيرة التي تصيب بعض الأشخاص خلال المراهقة، وأوائل مطلع الشباب، وتؤثر مباشرةً في الأفكار، وطريقة التعبير عن المشاعر، والعلاقات الاجتماعية، وحتى أدائهم في العمل.
سنتناول في هذا المقال كل ما تريد معرفته عن الانفصام الشخصي، وطرق العلاج للسيطرة على أعراضه.
ما هو الانفصام الشخصي Schizophrenia؟
يُعرف الانفصام بأنه نوع من أنواع الذهان، وهي حالة صحية عقلية خطيرة تتميز بالأوهام، والهلاوس، التي تصيب الشخص، وتجعله غير قادر على اتخاذ القرارات الصحيحة في المواقف المختلفة.
لا يعد الانفصام مرض منتشر، فهو لا يصيب سوى 1٪ فقط من الأشخاص، ويمكن السيطرة على أعراضه المرضية بالالتزام بالأدوية، واتباع تعليمات الطبيب.
يرجع أصل كلمة انفصام إلى انقسام العقل، والذي يسبب الهلاوس والأوهام، على عكس ما يعتقد البعض خطأ أن الانفصام انقسام الشخصية، أو تعدد الشخصيات.
لا يعد مصابي الانفصام “الشيزوفرينيا” أكثر خطورة أو عنفًا من الآخرين، بل تزداد فرص وقوعهم ضحايا للجرائم نتيجة لعدم القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة في أغلب المواقف.
المزيد من المعلومات حول الانفصام “الشيزوفرينيا” في الفيديو الآتي:
أسباب الانفصام الشخصي
لا يوجد سبب واضح للإصابة بالانفصام حتى الآن، لكن يرجح الأطباء سبب الإصابة إلى عدة عوامل، تشمل:
العوامل الوراثية
تلعب العوامل الوراثية دورًا في الإصابة بالانفصام، أي يمكن أن تنتقل الإصابة من الوالدين إلى الأبناء، وهكذا.
اضطراب كيمياء الدماغ
أثبتت الدراسات العلمية أنه يمكن أن يسبب اضطراب النواقل الكيميائية أو الإشارات الكهربائية في المخ الإصابة بالانفصام.
اختلاف تركيب المخ
اختلاف تركيب المخ التشريحي لدى بعض الأشخاص عن التركيب الطبيعي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالانفصام، رغم ذلك يمكن أن يصيب الانفصام أشخاص يملكون تركيب تشريحي طبيعي للمخ.
عوامل بيئية
هناك العديد من العوامل البيئية التي يمكن أن تلعب دورًا في الإصابة بالانفصام، مثل:
- الإصابة بعدوى فيروسية خطيرة.
- الصدمات النفسية خلال مرحلة الطفولة.
- التدخين.
- المخدرات، والحشيش.
- تأخر الإدراك الاجتماعي.
- انخفاض معدل الذكاء.
أعراض الانفصام الشخصي
هناك العديد من الأعراض التي تظهر على مريض الانفصام، والتي تبدأ في الظهور خلال المراهقة، أو أوائل العشرينات لدى الرجال، أو المراهقة، إلى أوائل الثلاثينات لدى النساء.
تشمل أعراض الانفصام الآتي:
- الهلاوس السمعية والبصرية، مثل رؤية وسماع أشياء غير حقيقية.
- الأوهام، والاعتقاد بأفكار خاطئة غير واقعية.
- فقدان الشغف.
- أفعال غير منطقية بناء على الهلاوس والأوهام المتكررة.
- عدم اهتمام الشخص بتناول الطعام، أو النظافة الشخصية.
- الانطواء.
- ضعف التركيز.
- اضطرابات النوم.
- كاتاتونيا: ومعناها أن يظل الشخص ثابت في وضع معين لمدة طويلة دون التحدث مع أحد.
- صعوبة الحركة.
- التحدث بطريقة غير مفهومة، أو واضحة.
- النسيان المتكرر.
أنواع الانفصام الشخصي
قسم متخصصين الصحة العقلية عام 2013 الانفصام إلى عدة أنواع، هي:
الانفصام البارانويدي
هو النوع الأكثر شيوعا في أنواع الانفصام، ويتميز بالهلاوس، والأوهام، ولا يؤثر في التعبير عن المشاعر، أو طريقة الكلام.
الانفصام غير المنتظم
يتميز الانفصام غير المنتظم بمجموعة من السلوكيات والأفكار غير المنظمة، بالإضافة إلى هلاوس وأوهام، وأنماط تحدث غير واضحة.
الانفصام الكتاتوني
يُعرف أيضًا باسم الانفصام الجامودي، وهو يتميز بحركات غير عادية، ومفاجئة، ويمكن أن ينتقل الشخص بين كونه نشيط جدًا أو ساكن لا يتحرك.
أيضًا يمكن أن لا يتحدث الشخص كثيرًا، أو يتحدث بسرعة، ويقلد كلام الآخرين، وحركاتهم، ويعد الانفصام الجامودي أندر أنواع الانفصام.
الانفصام غير المتمايز
يتميز الانفصام غير المتمايز بأنه مصحوب بأعراض الانفصام البارانويدي، أو الانفصام الجامودي، إلا أن أعراضه لا تنتمي إلى نوع واحد فقط من أنواع الانفصام.
الانفصام المتبقي
يشخص اختصاصي الرعاية العقلية الشخص بالانفصام المتبقي في حالة كان لديه تاريخ من الهلاوس والأوهام، مع بعض الأعراض السلبية الأخرى للانفصام، مثل:
- الحركة البطيئة.
- ضعف الذاكرة.
- قلة التركيز.
- عدم الاهتمام بأموره الحياتية.
علاج الانفصام الشخصي
لا يمكن الشفاء النهائي من الانفصام، ولكن يساعد العلاج في الحد من أعراضه المزعجة، وتقليل خطر عودة النوبات، أو حدوث عواقب صحية.
يشمل علاج الانفصام الشخصي:
الأدوية
الأدوية هي أهم طرق علاج الانفصام، وتشمل الآتي:
مضادات الذهان الجيل الاول
تعد أدوية مضادات الذهان الجيل الأول من الأدوية الفعالة في السيطرة على أعراض الانفصام المزعجة، وتساعد في عدم عودة الأعراض مرة أخرى.
لا يجب إيقاف الأدوية حتى إذا شعرت بتحسن في الأعراض، لتجنب عودة الأعراض أكثر حدة.
تشمل مضادات الذهان الجيل الاول:
- كلوربرومازين.
- فلوفينازين.
- هالوبيريدول.
مضادات الذهان الجيل الثاني
مضادات الذهان الجيل الثاني أقل فى الأعراض الجانبية من الجيل الأول، وتشمل:
- أولازين أقراص.
- ريسبيردون.
- كلوزابين.
مضادات الذهان طويلة المفعول
تأتي مضادات الذهان طويلة المدى في هيئة أمبولات تُحقن تحت الجلد أو في العضل، ويستمر مفعولها من أسبوعين إلى 4 أسابيع.
تكون مضادات الذهان طويلة المدى خيارًا جيدًا للأشخاص الذين لا يفضلون تناول الحبوب بصورة دائمة، ويشمل:
- ديكانوات الفلوفينازين.
- ديكانوات الهاليبريدول.
العلاج النفسي
يعد العلاج النفسي ضمن علاج الانفصام، ويمكن أن ينصح به الطبيب فور استقرار الأعرض، ويشمل:
جلسات العلاج الفردى
تساعد جلسات العلاج الفردي في التعلم عن كيفية التعامل مع مشاعر القلق، والتوتر، وتحسين أنماط التفكير مما يساعد المرضى في التعامل مع أعراض الانفصام.
التدريب على المهارات الاجتماعية
يساعد تدريب مرضى الانفصام على المهارات الاجتماعية في تحسين التواصل والتفاعل مع الآخرين، والانخراط في الحياة الاجتماعية بصورة أفضل.
التأهيل المهني
يعد من الأمور الهامة مساعدة مرضى الانفصام في اكتساب المهارات، والحصول على استشارات للمساعدة في العثور على الوظائف، والحفاظ عليها.
العلاج الأسري
يجب أن تتعلم عائلات مرضى الانفصام جميع المعلومات حول طبيعة الانفصام، وكيفية التعامل معها، وطرق تقديم الدعم اللازم للمصابين.
البقاء في المستشفى
هناك اعتقاد شائع لدى العديد من الأفراد أن مريض الانفصام أو الشيزوفرينيا يمكث أغلب حياته فى المستشفى بعد أن يفقد عقله، إلا أن هذا الاعتقاد عار تمامًا من الصحة.
إذ يعيش مريض الانفصام حياته بصورة أقرب إلى الطبيعية عند التزامه بالأدوية، وخطة العلاج التي يحددها الطبيب.
لكن في بعض الأحيان يضطر الطبيب إلى طلب الإقامة في المستشفى لبعض الوقت خاصةً في أثناء النوبات الشديدة، وحتى تتحسن الأعراض.
تعد الإقامة في المستشفى في تلك الحالة لضمان أمان وسلامة المريض، والحرص على تناوله الأدوية، والطعام بانتظام، والاعتناء بكافة أموره لمدة زمنية معينة.
في نهاية المقال، تعرفنا إلى كيفية علاج الانفصام الشخصي كي يعبر المريض من النفق المظلم الذي يسبب له الهلاوس، والأوهام، ويصل إلى بر الأمان,
