مقياس الميول الانتحارية | صرخة استغاثة قبل النهاية
Last Updated on: 8th مارس 2024, 11:25 م
يساعد مقياس الميول الانتحارية في الوصول إلى الأشخاص الأكثر عرضة للانتحار، مما يمكن من الاهتمام بهم ومحاوطتهم بالرعاية اللازمة لتجنب تلك الفاجعة المخيفة التي تنهي حياة الإنسان في لحظة يأس.
سنتعرف في هذا المقال إلى مقياس الميول الانتحارية، وأهم النصائح للاهتمام بأولئك الذين يواجهونه كي لا نتركهم فريسة سهلة لخطر الانتحار.
خطر الانتحار
قبل التعرف على مقياس الميول الانتحارية فلنتعرف أولًا إلى خطر الانتحار، والذي يعد مصدر قلق كبير للحفاظ على صحة الفرد، كما أنه يهدد سلامة المجتمع.
توصف عملية الانتحار بأنها سلسلة متواصلة من الأفكار شديدة الضراوة في الرغبة في إنهاء الفرد لحياته أو عدم الوجود على الإطلاق، ويمكن أن يتبعها سلوكيات انتحارية متزايدة تؤدي إلى الوفاة في نهاية المطاف.
يعد الانتحار هو السبب العاشر للموت في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه السبب الثاني عالميًا لموت الأشخاص في سن يتراوح من 10 إلى 44 عام عبر الإصابات غير المقصودة.
أظهرت بعض الأبحاث أن التفكير في الانتحار يمكن أن يكون عرضيًا خلال مواجهة الضغوطات الحياتية المختلفة، ويبدأ سريعًا ويستمر لمدة قصيرة.
بينما يمكن أن يواجه الفرد أفكار انتحارية متقلبة على مدى فترة زمنية طويلة، لذا يصعب على الباحثين تحديد مقياس الميول الانتحارية.
أسباب الرغبة في الانتحار
هناك العديد من الأسباب التي تدفع الفرد إلى التفكير في إيذاء نفسه أو الانتحار، مثل:
- المعاناة من أحد الأمراض النفسية وعدم السيطرة على الأعراض المرضية الخاصة به، مثل: الاكتئاب المزمن، والشيزوفرينيا، واضطراب ثنائي القطب.
- عدم القدرة على تحمل الألم المزمن نتيجة للإصابة بأحد الأمراض المزمنة، مثل: أمراض القلب، والسرطان.
- الصدمات النفسية الشديدة، وعدم نجاح الفرد في تخطيها أو السيطرة عليها.
- صدمات الطفولة غير المعالجة، والتي تؤثر في اتزان الفرد النفسي، ويظهر تأثيرها على مدى طويل.
- إدمان الكحوليات أو المخدرات.
ما هو مقياس الميول الانتحارية؟
هو طريقة تستخدم لتحديد مدى خطورة الأفكار الجادة حول الانتحار، وخطط الانتحار، ومحاولات الانتحار بهدف منعها والحرص على تلقي الرعاية الصحية اللازمة لتجنب حدوثها.
يصعب تحديد مقياس الميول الانتحارية بالنسبة للباحثين، وذلك بسبب نقص البيانات لالتزام الخصوصية، والاختلاف في مدى جدية الأفكار المتعلقة بالانتحار لدى الأشخاص المختلفة.
هناك العديد من العوامل التي تحدد مقياس الميول الانتحارية، مثل:
- قياس الأفكار الجادة حول الانتحار.
- تحديد خطط الانتحار المختلفة.
- قياس النتائج الصحية المتعلقة بالسلوك الانتحاري.
- تقدير العلاج الطبي الذي تم تلقيه نتيجة لمحاولة الانتحار.
- تقرير الإقامة في المستشفى المرتبط بالافكار الانتحارية أو محاولة الانتحار.
لذلك هناك عدة خطوات لتحديد مقياس الميول الانتحارية، تشمل الآتي:
- تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للانتحار، مثل المدمنين أو أولئك الذين عايشوا صدمات نفسية قوية.
- يساعد تحديد مجموعات الأشخاص الأكثر عرضة للانتحار في تصميم مقياس الميول الانتحارية، وبالتالي تنفيذ برامج الوقاية منه.
لذلك يوجد مقياس الميول الانتحارية بشكل منفصل للإناث عن الذكور، كما يوجد مقياس الميول الانتحارية مقسم إلى فئات عمرية محددة.
تنظيم البيانات في مقياس الميول الانتحارية
للوصول إلى مقياس الميول الانتحارية بشكل دقيق يجب أن تقسم البيانات إلى البالغين أو المراهقين، إذ وجد أن أغلب الميول الانتحارية تنشأ نتيجة صدمات الطفولة المتأخرة أو مراهقة المراهقة.
لذلك يتم حساب مقياس الميول الانتحارية للمراهقين ثم مقارنتها بالنتائج الخاصة ب البالغين.
أشهر أسئلة مقياس الميول الانتحارية
يشمل مقياس الميول الانتحارية عدة أسئلة مختلفة، أشهرها:
- هل سبق أن فكرت جديًا في الانتحار؟
- هل سبق أن خططت للانتحار؟ وما هي هذه الخطط؟
- هل سبق أن حاولت الانتحار؟ مع ذكر طريقة المحاولات السابقة.
يتبع كل سؤال من الأسئلة السابقة تحليلًا ومناقشة لتقييم مدى جدية الحالة قبل اتخاذ الإجراءات اللازمة للرعاية الطبية، وتوعية الأشخاص المحيطين إن تطلب الأمر.
أشهر علامات الرغبة في الانتحار
بعيدًا عن الأسئلة الخاصة بمقياس الميول الانتحارية هناك العديد من العلامات التي يمكن أن تنذر برغبة الشخص في الانتحار أو إيذاء نفسه.
تشمل هذه العلامات:
- التحدث الدائم عن الإحساس بالفراغ واليأس وعدم جدوى أي محاولة لحل المشكلات.
- الوحدة والانطواء مع تجنب صحبة العائلة والأصدقاء.
- الحديث المباشر عن الرغبة في الانتحار مع ذكر الطريقة والأسباب.
- التخلص من المتعلقات الهامة.
- الأرق أو النوم الزائد.
- الشعور بالدونية، وضعف الهمة.
يمكن أن تساعد هذه العلامات في تحديد مقياس الميول الانتحارية، لذا يجب عند ملاحظة أيًا منها محاولة الاستماع للشخص إذا كان يرغب في الحديث، ومشاركته أفكاره ومشاعره دون أحكام مسبقة.
كذلك يمكن تشجيع الشخص الذي تشك بوجود ميول انتحارية لديه بالتحدث مع اختصاصي نفسي لمواجهة المشكلة وحلها، مع التأكيد على أن الانتحار ليس حل وأن هذه المشاعر مؤقتة وسوف تمر.
الحماية من محاولات الانتحار
يساعد استخدام مقياس الميول الانتحارية في تحديد الأشخاص الأكثر عرضة لمحاولة إيذاء النفس والانتحار، ومن ثم تقديم الرعاية النفسية والمجتمعية لتجاوز هذه الأفكار.
تشمل تدابير الحماية من محاولات الانتحار الآتي:
- الحرص على تلقي علاج سلوكي فائق الجودة.
- تطوير علاقات اجتماعية مع الأصدقاء والعائلة.
- تقديم المساعدة في تعلم واكتساب المهارات الحياتية المختلفة التي تعين في مواجهة تحديات الحياة.
- تعزيز المشاعر الإيجابية الذاتية لدى الشخص، مثل احترام الذات، والقدرة على النجاح، والتعبير عن المشاعر بسهولة.
- استعمال الأدوية الطبية للسيطرة على بعض الأعراض النفسية تحت إشراف الطبيب عند الحاجة.
نصائح للتعامل مع التوتر والاكتئاب
يدفع التوتر والاكتئاب الإنسان إلى التفكير بيأس في إيذاء نفسه ضمن لحظات اليأس من الوصول إلى حل للمشكلات أو الرغبة في التخلص من الضغوطات المختلفة.
لذلك يعد تعلم المهارات والأساليب الحياتية التي تساعد في التعامل مع الاكتئاب والقلق هي حائط المنع الأول في مواجهة خطر الإنتحار.
تشمل أساليب مواجهة الاكتئاب الآتي:
- الحرص على امتلاك دائرة اجتماعية جيدة التواصل، إذ يساعد دائما التحدث مع صديق في تقليل الإحساس باليأس والإحباط.
- ممارسة الرياضة والتمرينات تساعد في التخلص من التوتر، وتفرز العديد من الهرمونات التي تساعد في مواجهة القلب والاكتئاب.
- البعد عن التدخين والكحوليات، على الرغم من الاعتقاد الخاطئ بأن الكحوليات والتدخين تساعد المرء على التنفيس عن قلقه، إلا أنها في حقيقة الأمر تعد وسيلة مساعدة لتضخيم مشاعر القلق والاكتئاب.
- الحرص على اتباع روتين يومي خاص بأوقات النوم، وتناول الطعام.
- طلب المساعدة من الاختصاصي النفسي ومجموعات الدعم عند الحاجة.
في نهاية المقال، تعرفنا إلى أهم الأسئلة في مقياس الميول الانتحارية، وكيفية تقديم الدعم لأولئك الذين يرجح ميولهم للانتحار، وأهم النصائح لتجاوز الأفكار الصادمة لتجاوز الاكتئاب والحزن الشديد.
