أعراض متلازمة اسبرجر Asperger syndrome | ما هو الفرق بين التوحد والاسبرجر؟
تعد متلازمة أسبرجر أبسط أنواع التوحد ويتمتع الطفل غالبًا بمعدل ذكاء طبيعي، لكنه يعاني صعوبة في التواصل الاجتماعي.
سنتعرف سويًا في هذا المقال إلى أهم المعلومات حول متلازمة اسبرجر، وأعراضها وأسباب الإصابة، بالإضافة إلى سبل التشخيص والعلاج، فتابعوا معنا.
متلازمة اسبرجر Asperger syndrome
تعرف متلازمة أسبرجر بأنها أحد الاضطرابات النمائية الشاملة، وتصنف ضمن اضطرابات طيف التوحد عالي الأداء، يعاني المصاب صعوبة التكيف والتواصل الاجتماعي، ويصبح محبًا حبًا جمًا للانطوائية، لكنه يتمتع بالذكاء الشديد أعلى من المتوسط ويحب الدقة والنظام.
يتميز الشخص المصاب بمتلازمة اسبرجر بأنه يتمتع بذكاء طبيعي أعلى من المتوسط، وعادة ما يكون لديه اهتمامات كبيرة النطاق في موضوعات خاصة، وتنحصر اهتماماته في أشياء معينة، ويُكرر سلوكيات أو تصرفات بنمط خاص غير مبررة. بشكل عام.
يمكن للأطفال والمراهقين المصابين بتلك المتلازمة التحدث إلى الآخرين وأداء واجباتهم المدرسية على نحو جيد إلى حدٍ ما، لكنهم قد يواجهون صعوبة في استيعاب المواقف الاجتماعية، وافتقارهم المهارات الاجتماعية الدقيقة، مثل: لغة الجسد وحس الفكاهة.
أسباب متلازمة اسبرجر
لا يوجد سبب محدد للإصابة، لكن قد تسبب متلازمة اسبرجر أسباب، من المحتمل أن تتضمن بعض الأسباب الآتية:
عوامل وراثية
أكدت بعض الدراسات أن العوامل الوراثية قد تؤثر في نمو الدماغ الجينات؛ إذ تؤثر الجينات في نمو دماغ الطفل كما أنها تحدد شدة الأعراض.
عوامل جسدية
أشارت بعض الدراسات أن هناك الوجود اختلافات هيكلية ووظيفية في دماغ المصابين بمتلازمة اسبرجر عن الأشخاص العاديين.
أعراض متلازمة اسبرجر
تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر، وتشمل متلازمة أسبرجر السلوكيات الآتية:
- انخفاض الوعي الاجتماعي.
- الافتقار إلى مهارات التواصل غير اللفظي.
- الاهتمام بالروتين والإفراط في الدقة والالتزام.
- مواجهة صعوبة في تكوين الصداقات.
- عدم الحفاظ على الأشخاص والعلاقات الاجتماعية.
- التحديق الشديد بالعين، وتجنب ملامستها.
- عدم المهارة في استنتاج المشاعر والأفكار التي يفعلها الآخرون.
- عدم معرفة الاتصالات أو الإشارات غير اللفظية.
- الاهتمام بالروتين والإفراط في الالتزام.
- السلوك الحركي النمطي المتكرر، مثل: التلويح بالذراعين أو الخفقان باليدين.
- الكلام الغير منظم ولا يمت بصلة لموضوع النقاش.
- محاولة تغيير مسار الموضوع نحو مجال اهتمامه.
- التحدث بشكل سريع أو بطئ.
- التحدث بصوتٍ عال أو سريعًا، وقد يستخدم نغمة صوتية ثابتة ومتكررة.
- صعوبة تكوين علاقات وروابط اجتماعية.
- الكلام العشوائي غير المنظم.
الفرق بين متلازمة اسبرجر والتوحد
يعرف التوحد بأنه أحد الاضطرابات العصبية التي تتميز بضعف التفاعل الاجتماعي وخلل التواصل اللفظي وغير اللفظي، وينتهج الطفل المصاب سلوكيات نمطية متكررة، ويؤدي إلى تغيير نظم ارتباط الخلايا العصبية وانتظامها، ونقاط تشابكها مع بعضها البعض.
لا يظهر على مرضى التوحد ما يميزهم عن غيرهم، لكن ما يشوبهم فقط هو سبل التواصل والتفاعل المختلفة كثيرًا عن الأشخاص الطبيعيين.
عادة يلاحظ الآباء أعراض التوحد عند الأطفال في عمر الثلاث سنوات الأولى، كذلك تتفاوت قدرات المصابين في التفكير والإدراك والتعلم.
بينما يعاني مصابين متلازمة اسبرجر أعراض معتدلة لا تسبب التأخر اللغوي، كما يتميزون أن لديهم مهارات لغوية جيدة، ولا يعانون صعوبة الحديث والشذوذ في نطق الكلام بشكل جيد، كما هو الحال لبعض مصابين التوحد.
لمزيد من المعلومات عن التوحد إليك هذا الفيديو
https://www.youtube.com/watch?v=foRNqQ46RQ4
من الأكثر عرضه للاصابة بمتلازمة اسبرجر؟
عادة الذكور أكثر عرضة للإصابة باضطراب اسبرجر من البنات بحوالي 5 أضعاف؛ إذ توضح الأبحاث أن هناك بعض ارتباط بين مستوى هرمون التستوستيرون لدى الذكور واضطراب طيف التوحد.
هل يمكن أن تصيب متلازمة أسبرجر عند الكبار؟
عادة تصيب متلازمة اسبرجر الأطفال في الصغر وسن المراهقة، لكن لدى كبار السن ليسوا عرضة للإصابة بتلك المتلازمة.
مضاعفات متلازمة اسبرجر
يمكن أن تؤدي إلى حدوث مشكلات عديدة بسبب اضطرابات التواصل الاجتماعي، مثل:
- مواجهة مشكلات تكوين الصداقات.
- صعوبة العثور على فرصة العمل والانخراط وسط المجتمعات.
- اضطراب العلاقات الاجتماعية والرومانسية.
- القلق والكآبة.
- صعوبة التفاعل الاجتماعي والعزلة الاجتماعية.
- انخفاض الثقة بالنفس.
- العزلة والوحدة التي قد تؤدي إلى الاكتئاب.
- الوقوع ضحية التعرض للتنمر والسخرية.
الاضطرابات المصاحبة لمتلازمة اسبرجر
قد يصاحب تلك المتلازمة بعض الاضطرابات الصحية والعقلية، ومن أبرز الاضطرابات الأكثر شيوعاً:
- الوسواس القهري.
- اضطراب القلق.
- مرض ثنائي القطب.
- اضطراب التشنج اللاإرادي.
- فرط الحركة ونقص الانتباه.
تشخيص متلازمة اسبرجر
عادة لا يلاحظ الآباء أعراض تلك المتلازمة التي تطرأ على أبنائهم حتى سن المراهقة وبلوغهم 11 عامًا، التي تظهر خلل التفاعل الاجتماعي مع المقربين، يستطيع الطبيب المختص تشخيص متلازمة اسبرجر استنادًا إلى الأعراض، وفقًا للدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات النفسية، ويتبع الخطوات التالية للوصول إلى التشخيص السليم:
- ملاحظة تفاعلات الطفل الاجتماعية وتقييم مهاراته التواصلية.
- خضوع الطفل لتفاعلات اجتماعية وتواصلية وحساب نتيجة أدائه فيها.
- اختبارات السمع والتخاطب ومعرفة المستوى النمائي للطفل.
- إجراء اختبار جيني للتعرف إذا كان الطفل مصابًا بأي اضطراب جيني، مثل: متلازمة ريت أو متلازمة x الهش.
علاج اضطراب متلازمة اسبرجر
لا يوجد علاج محدد لمرض لمتلازمة اسبرجر؛ نتيجة لاختلاف الأعراض وحدتها من شخص لآخر.
لكن يعتمد الطبيب خطة علاجية محكمة، لتحجيم الأعراض وتحسين النمو ومهارات التعلم، وتتضمن الآتي:
العلاج السلوكي المعرفي
يساعد العلاج السلوكي التطبيقي الطفل على تعلم السلوكيات الإيجابية، وتجنب السيء منها، لذلك يسهم في تطوير الذاكرة والتركيز ويعزز قدرات الطفل على التواصل.
العلاج الوظيفي
يسهم العلاج الوظيفي في تعلم الطفل المصاب المهارات اليومية الحياتية والاستقلالية قدر الإمكان، مثل: طريقة الأكل وارتداء الملابس بنفسه والنظافة الشخصية.
علاج النطق
يهدف إلى تعليم الطفل كيفية تفسير لغة الجسد وتطابق العواطف مع تعابير الوجه.
العلاج التكاملي الحسي
يعتمد الطبيب العلاج التكاملي الحسي، لتعليم الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد، كذلك يساعد الطفل على تعلم كيفية التعامل مع الأحاسيس المزعجة، مثل: بعض الأصوات أو الأضواء المبهرة.
الأدوية
لا يوجد علاج شاف لمتلازمة اسبرجر، لكن توجد بعض الأدوية التي تخفف حدة الأعراض المصاحبة مثل: الاكتئاب والقلق وصعوبات التركيز، ومن أبرز الأدوية المستخدمة:
- مضادات الاكتئاب.
- مضادات الذهان.
- مضادات القلق.
وختامًا، تقع متلازمة اسبرجر تحت مظلة اضطراب طيف التوحد، لكنها تختلف كثيرًا عن التوحد، وأصبح من السهل تعزيز قدرات الطفل المصاب وتنمية مهاراتهم، كي يصبح فردًا يافعًا نافعًا لنفسه ولمجتمعه.