الأمراض النفسيةالصحة النفسية

اضطراب طيف التوحد | أنا لست معاقًا ذهنيًا!

Last Updated on: 4th ديسمبر 2021, 12:47 م

اضطراب طيف التوحد

يصاب عديد من الآباء والأمهات بخيبة أمل عند معرفتهم أن طفلهم يعاني اضطراب طيف التوحد، ويدب الهم والغم أواصل قلوبهم.

 

سنتعرف سويًا في هذا المقال إلى اضطراب طيف التوحد، وأعراضه وأسبابه، بالإضافة إلى سبل التعامل مع تلك الحالات، فتابعوا معنا.

 

اضطراب طيف التوحد (Autism spectrum (Disorder

يعد أحد الاضطرابات العصبية التي تتميز بضعف التفاعل الاجتماعي وخلل التواصل اللفظي وغير اللفظي، وينتهج الطفل المصاب سلوكيات نمطية متكررة.

 

يسبب التوحد كذلك اضطراب معالجة البيانات في الدماغ، ويؤدي إلى تغيير نظم ارتباط الخلايا العصبية وانتظامها، ونقاط تشابكها مع بعضها البعض.

 

لا يظهر على مرضى التوحد ما يميزهم عن غيرهم، لكن ما يشوبهم فقط هو سبل التواصل والتفاعل المختلفة كثيرًا عن الأشخاص الطبيعيين.

 

تتجلى أعراض التوحد عند الأطفال في عمر الثلاث سنوات الأولى، كذلك تتفاوت قدرات المصابين في التفكير والإدراك والتعلم.

 

قد يحتاج الطفل المصاب إلى دعم كبير لأداء مهامه اليومية، بينما يحتاج البعض الآخر أقل من ذلك.

 

لكنهم يجتمعون في احتياجاتهم للدعم التعليمي والعلاج المهني والتخاطب.

 

كذلك يطلق على اضطراب التوحد مصطلح “طيف” لوجود اختلافات عديدة في أنواعه وشدته، وتشير الدراسات إلى أنه يصيب الذكور بنسبة أكبر من الإناث.

 

أعراض اضطراب طيف التوحد

تظهر أعراض اضطراب طيف التوحد في أثناء مرحلة الطفولة المبكرة، وتستمر لمراحل العمر المختلفة، وقد ينمو الطفل طبيعيًا في أثناء الأشهر والسنوات القليلة الأولى من عمرهم.

 

لكن بعد ذلك، يصبحون عدوانيين ويحبون العزلة والانزواء على أنفسهم، مع فقدانهم المهارات اللغوية المكتسبة. 

 

كذلك يتراوح معدل ذكاء الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد ما بين الطبيعي إلى المرتفع.

 

فهم يتعلمون سريعًا ولديهم قدرات تركيز عالية، إلّا أن لديهم مشكلة التواصل والتكيف مع الاجتماعيات.

 

لذلك نقدم فيما يلي بيان لأهم علامات وأعراض اضطراب طيف التوحد:

 

  • مشكلات التواصل والاتصال الاجتماعي

تتضمن مشكلات التواصل والمواقف الاجتماعية ما يلي:

 

  • تكرار الكلمات والعبارات دون فهمها واستيعاب كيفية استخدامها.
  • رفض العناق.
  • ضعف التواصل البصري.
  • فقدان القدرة على التلفظ ببعض الكلمات والجُمل.
  • المعاناة من عدم القدرة عن التعبير عن ذاته وعواطفه.
  • عدم إدراك مشاعر الآخرين.
  • صعوبة التعرف على الإشارات غير اللفظية.
  • التحدث بنبرة أو إيقاع غير طبيعي تشبه الإنسان الآلي.
  • اللامبالاة وعدم الاستجابة عند التحدث معه.
  • صعوبة التكيف والتواصل مع متطلبات الحياة اليومية.
  • التفاعل بعدوانية أو سلبية مع المحيطين.

 

  • أنماط سلوكية مختلفة

يعاني المصاب بطيف التوحد مشكلات في الأنماط السلوكية المحدودة والمتكررة، ومن أبرز العلامات المميزة له:

 

  • إيذاء الذات، مثل: ضرب الرأس أو العض.
  • عدم تقبل التغيير.
  • حركات متكررة، مثل: الدوران أو الرفرفة باليدين.
  • فرط الحساسية للضوء والأصوات.
  • عدم المبالاة بالألم ودرجات الحرارة.
  • الانزعاج عندما يطرأ عليه أي تغيير.
  • اتباع أنماط غريبة الأطوار في أثناء الحركة، مثل: المشي على أصابع القدمين.
  • تفضيل بعض الأطعمة المحددة أو رفض أطعمة أخرى.
  • لا يلقي بالًا للألعاب التقليدية أو اللعب التخيلي.

 

أعراض اضطراب طيف التوحد عند الكبار

نستعرض معكم فيما يلي بيان لأهم أعراض التوحد عند الكبار:

 

  1. صعوبة التواصل مع الآخرين. 
  2. عدم إدراك معنى الكلام وتفسيره. 
  3. فقدان الشغف. 
  4. تشوش المشاعر وقسوة القلب. 
  5. ضعف استجابة الحواس الأساسية أو الإفراط في استخدامها. 
  6. القلق والاكتئاب. 
  7. عدم التحكم في لغة الجسد. 
  8. الابتعاد عن التجمعات والمناسبات.

 

أسباب اضطراب طيف التوحد

اضطراب طيف التوحد

لا تزال أسباب التوحد مجهولة، لكن تشير الدراسات إلى بعض العوامل التي تزيد احتمالية إصابة الطفل بذلك الاضطراب، مثل:

 

  1. العوامل الوراثية؛ وذلك لأنه قد يسبب اعتلال بعض الجينات الموروثة من الوالدين، احتمالية إصابة الطفل بالتوحد. 
  2. تناول الأم في أثناء الحمل الأدوية المضادة للتشنجات أو مشروبات الكحول.
  3. إصابة الأم الحامل بداء السكري أو السمنة.
  4. تقدم عمر الوالدين عند إنجاب الطفل.

 

مضاعفات اضطراب التوحد

يمكن أن يؤدي طيف التوحد إلى حدوث مشكلات عديدة بسبب اضطرابات التواصل الاجتماعي، مثل:

 

  1. صعوبات التعلم.
  2. عدم القدرة على التكيف والعيش باستقلالية.
  3. العزلة والوحدة التي قد تؤدي إلى الاكتئاب.
  4. الوقوع ضحية التعرض للتنمر والسخرية.

 

أنواع اضطراب طيف التوحد

ينقسم اضطراب طيف التوحد إلى الآتي:

 

  • الانحلال الطفولي

يصيب الأطفال بعد عمر العامين؛ إذ يصبح عدوانيًا ولا يستطيع ممارسة مهاراته المفضلة مثلما كان يفعل من قبل.

 

بالإضافة إلى ذلك، تسيطر عليه نوبات الغضب، ويصبح محبًا للوحدة والانعزال عن العالم.

 

  • متلازمة ريت

تصيب تلك المتلازمة الإناث فقط، وتظهر الأعراض في عمر الثمانية شهور، وتشير الأبحاث إلى أن سبب الاصابة بمتلازمة ريت عوامل وراثية وتكوين الجينات.

 

إذ تعاني الطفلة المصابة بمتلازمة ريت عدة علامات، مثل: صغر حجم الرأس وعدم القدرة على التحكم بيديها. 

 

  • متلازمة أسبرجر

يكون الطفل طبيعيًا ويتسم بالذكاء، وبإمكانه التعلم والتحدث على نحو سليم وطبيعي، لكنه يعاني صعوبة التواصل والاتصال مع الآخرين.

 

  • الاضطرابات النمائية الشاملة غير المحددة

يعاني الأطفال المصابين مشكلات النمو والتواصل الاجتماعي، ولا يستطيع الاتصال بالآخرين بالعينين، ولا يستجيب للمشاعر والأحاسيس العاطفية أو يتبادلها.

 

  • متلازمة كاني

يطلق عليه اسم التوحد الكلاسيكي، ويظهر ذلك النوع مبكرًا في عمر الشهرين للطفل، ويعد من أكثر أنواع التوحد انتشارًا.

 

إذ يعاني الطفل المصاب تأخر النطق، وعدم القدرة على الانتباه للمؤثرات، ولا يتقبل التغيرات ولا يهتم بعواطف ومشاعر المحيطين به.

 

هل يعاني مريض اضطراب طيف التوحد إعاقة ذهنية؟ 

يعرف مرض التوحد بأنه تأخر في الوظائف الإدراكية، وعدم قدرة الطفل على التكيف والتواصل مع الآخرين، لذلك فذلك الاضطراب في منأى عن الإعاقة الذهنية. 

 

تشخيص اضطراب طيف التوحد

يستطيع الطبيب المختص تشخيص اضطراب طيف التوحد استنادًا إلى الأعراض، وفقًا للدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات النفسية.

 

إذ يخضع الطفل للفحص في حال تأخر النمو، خاصةً عند عمر 18 إلى 24 شهرًا، وذلك لأن المصابين بالتوحد يعانون صعوبة التعامل والتواصل مع الآخرين.

 

لذلك قد يكون من الصعب تشخيص اضطراب طيف التوحد نظرًا لتعدد أعراضه واختلاف حدته، ويتبع الطبيب الخطوات الآتية:

  1. ملاحظة تفاعلات الطفل الاجتماعية وتقييم مهاراته التواصلية.
  2. اختبارات السمع والتخاطب ومعرفة المستوى النمائي للطفل.
  3. خضوع الطفل لتفاعلات اجتماعية وتواصلية وحساب نتيجة أدائه فيها.
  4. إجراء اختبار جيني للتعرف إذا كان الطفل مصابًا بأي اضطراب جيني، مثل: متلازمة ريت أو متلازمة x الهش.

 

علاج اضطراب طيف التوحد

 

لا يوجد علاج محدد لمرض اضطراب طيف التوحد، نتيجة لاختلاف الأعراض وحدتها من طفلٍ لآخر.

 

لكن يعتمد الطبيب خطة علاجية محكمة، لتحجيم الأعراض وتحسين النمو ومهارات التعلم، وتتضمن الآتي:

 

  • التحليل السلوكي التطبيقي

يساعد العلاج السلوكي التطبيقي الطفل على تعلم السلوكيات الإيجابية، وتجنب السيء منها، لذلك يسهم في تطوير الذاكرة والتركيز ويعزز قدرات الطفل على التواصل.

 

  • العلاج الوظيفي

يسهم العلاج الوظيفي في تعلم الطفل المصاب بالتوحد، المهارات اليومية الحياتية والاستقلالية قدر الإمكان، مثل: الأكل، وارتداء الملابس بنفسه والنظافة الشخصية.

 

  • نموذج دنفر

برنامج للتدخل المبكر ومبني على عدة براهين، يهدف إلى تهيئة الأطفال المصابين بطيف التوحد من عمر 12 شهرًا وحتى 48 شهرًا، للتفاعل مع الآخرين وتحديد مهاراتهم.

 

  • علاج النطق

يهدف إلى تعليم الطفل كيفية تفسير لغة الجسد وتطابق العواطف مع تعابير الوجه.

 

  • العلاج التكاملي الحسي

يعتمد الطبيب العلاج التكاملي الحسي، لتعليم الطفل المصاب بطيف التوحد.

 

كذلك يساعد الطفل على تعلم كيفية التعامل مع الأحاسيس المزعجة، مثل: بعض الأصوات أو الأضواء المبهرة. 

 

  • الأدوية

لا يوجد علاج للتوحد، لكن توجد بعض الأدوية التي تخفف حدة الأعراض المصاحبة، مثل: الاكتئاب، ونوبات الصرع، وصعوبات التركيز. 

 

ومن أبرز الأدوية المستخدمة:

 

 

وختامًا، اضطراب طيف التوحد ليس وصمة عار ولا داع للقلق؛ فلكل داء دواء، وأصبح من السهل تعزيز قدرات الأطفال المصابين وتنمية مهاراتهم.

 

فكن عون لطفلك، وأشدد من أزرة وساعده بكل ما أوتيت من قوة على مواجهة متطلبات الحياة، والتصدي لصعوبتها وتحدياتها، كي يصبح فردًا يافعًا نافعًا لنفسه ولمجتمعه

 

 المصادر

https://www.psychiatry.org/patients-families/autism/what-is-autism-spectrum-disorder 

https://www.annsaudimed.net/doi/10.4103/0256-4947.65261 

https://www.webmd.com/brain/autism/autism-spectrum-disorders 

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/autism-spectrum-disorder/symptoms-causes/syc-20352928 

https://www.nhs.uk/conditions/autism/what-is-autism/ 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى