الأمراض النفسية

الاضطرابات النمائية الشاملة | أسير داخل عالمي الخاص!

Last Updated on: 28th نوفمبر 2021, 03:55 م

الاضطرابات النمائية الشاملة

الاضطرابات النمائية الشاملة جعلت طفلي لا يسأم من البكاء والصراخ ليلًا ونهارًا، وأصبحت حركاته وكلماته متكررة ونمطية.

 

فأصبح لا يكل ولا يمل من الوحدة، بل أصبحت صديقته الصدوقة وأنيسة أوقاته وخلواته.

 

دعنا -عزيزي- نتعرف في هذا المقال إلى الاضطرابات النمائية الشاملة وأنواعها، وكيفية تشخيصها وعلاجها.

 

الاضطرابات النمائية الشاملة (Pervasive developmental disorders)

وصف الباحثون الاضطرابات النمائية الشاملة بأنها مرض يصيب الأطفال ويسبب خلل التطور اللغوي لديهم، وعدم قدرتهم على بناء علاقات اجتماعية.

 

تظهر تلك الاضطرابات عادةً قبل الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل، وتجعله يعاني تأخر نمو المهارات الأساسية، وصعوبة فهم العالم المحيط به.

 

يعد اضطراب التوحد ومتلازمة أسبرجر من أبرز أنواع الاضطرابات النمائية الشاملة.

 

أعراض الاضطرابات النمائية الشاملة

تكمن خطورة الاضطرابات النمائية الشاملة في أنها تسبب خللًا في مظاهر النمو الاجتماعي والمعرفي، وينطوي الطفل على نفسه، ويصنع لنفسه عالم وكينونة خاصة به.

 

فيما يلي بيان لأهم أعراض تلك الاضطرابات:

  1. انخفاض مهارات التواصل الاجتماعي.
  2. عدم القدرة على التعبير عن الذات.
  3. اضطرابات التواصل اللفظي مع وجود مشكلات في الكلام.
  4. خلل النمو السلوكي.
  5. عدم توافق ردود الأفعال الطبيعية تجاه المواقف اليومية.
  6. تجنب التواصل البصري مع الأشخاص الآخرين.
  7. صعوبة التعبير عن المشاعر المكنونة.
  8. وجود خلل في الاستجابة تجاه المحفزات الحسية، مثل: الضوء أو الصوت. 

 

أنواع الاضطرابات النمائية الشاملة

تنقسم الاضطرابات النمائية الشاملة إلى الأنواع الآتية:

  • التوحد

يُطلق عليه اضطراب طيف التوحد (Autism spectrum disorder)، ويعرف بأنه إعاقة في النمو ينتج عنها صعوبات التواصل والاندماج وسط أفراد المجتمع.

 

تتفاوت قدرات المصابين بالتوحد في التعليم والإدراك، وتطوير علاقتهم بالاتصال مع المحيطين وتطوير علاقتهم الاجتماعية.

 

من المؤسف أن معظم الأطفال لا تشخص حالتهم إلا بعد مرور عدة سنوات؛ مما يؤدي إلى تأخر تقديم يد العون والمساعدة لهم.

 

 يجدر بالذكر أن التشخيص المبكر والالتزام بالخطة العلاجية يسهمان في تطور وتحسن حالة الطفل المصاب بذلك الاضطراب.

 

ومن أبرز أعراض التوحد:

  • صعوبة إدراك حديث الآخرين لهم.
  • رفض العناق والاتصال الجسدي.
  • صعوبة التكيف مع التغيرات الطارئة.
  • عدم إجادة التحدث والتواصل مع الغير.
  • تكرار بعض الحركات أو الكلمات التي يسمعونها دون فهمها.
  • لا يستطيع المصاب التعبير عن احتياجاته.
  • ردود الأفعال غير الطبيعية تجاه الأصوات أو الروائح، أو المناظر.
  • النمطية وعدم الرغبة في تغيير نشاطاتهم المعتادة.
  • تجنب الاتصال البصري.
  • حب الوحدة والعزلة.
  • صعوبة فهم مشاعر المحيطين.

 

  • اضطراب أسبرجر  

الاضطرابات النمائية الشاملة

تعرف متلازمة أسبرجر بأنها أحد الاضطرابات النمائية الشاملة، وتصنف أيضًا ضمن اضطرابات طيف التوحد عالي الأداء.

 

يعاني المصاب بذلك الاضطراب صعوبة التكيف والتواصل الاجتماعي، ويصبح محبًا حبًا جمًا للانطوائية، لكنه يتمتع بالذكاء الشديد ويحب الدقة والنظام.

 

قد تعزى أسباب ذلك الاضطراب إلى العوامل الوراثية التي تؤثر في نمو الدماغ، أو نتيجة بعض العوامل الجسدية؛ وذلك لوجود اختلافات هيكلية ووظيفية في دماغ المصابين.

 

 

تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر، وتشمل متلازمة أسبرجر السلوكيات الآتية:

  • انخفاض الوعي الاجتماعي.
  • الافتقار إلى مهارات التواصل غير اللفظي.
  • الاهتمام بالروتين والإفراط في الدقة والالتزام.
  • التحديق الشديد للعينين.
  • التحدث بصوتٍ عال أو سريعًا، وقد يستخدم نغمة صوتية ثابتة ومتكررة.
  • صعوبة تكوين علاقات وروابط اجتماعية.
  • الكلام العشوائي غير المنظم.

 

  • اضطراب ريت

تعرف متلازمة ريت بأنها أحد المتلازمات الجينية، وتعد اضطراب عصبي يحدث عادةً عند الفتيات، ونادرًا ما يصيب الأولاد. 

 

تُكتشف الإصابة بتلك المتلازمة عند الأطفال الذين تترواح أعمارهم ما بين 6 إلى 18 شهرًا، وتسبب فقدان القدرات الحركية وتراجع مؤشرات النمو.

 

يعاني الأطفال المصابون مع مرور الوقت مشكلات عديدة في العضلات المتحكمة في الحركة والتوازن، وقد تتفاقم الأمور ويصابوا بتشنجات وإعاقة ذهنية.

 

تحدث متلازمة ريت نتيجة حدوث طفرة في الكروموسوم (X) الموجود في جين (MECP2)، وقد تُورث تلك المتلازمة لكن في حالات قليلة.

 

تشمل أعراض متلازمة ريت الأعراض الآتية:

  • بطء نمو الدماغ بعد الولادة.
  • عدم القدرة على التحكم في الحركة الطبيعية وتناسقها.
  • فقدان قدرات التواصل والاتصال بالآخرين.
  • تدهور مهارات التواصل اللفظي.
  • فقد النطق المفاجىء.
  • حركات اليد المتكررة اللاإرادية، مع حركات العين غير الطبيعية.
  • العصبية الشديدة والتوتر باستمرار.
  • مشكلات التنفس.
  • الإعاقة المعرفية ومشكلات الإدراك.
  • اضطراب النوم.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • الانحناء غير الطبيعي للعمود الفقري.

 

  • اضطراب الطفولة التفككي

يعد من الاضطرابات النادرة ويظهر بعد عمر 3 سنوات الأولى، ويعاني الأطفال المصابون بهذه الحالة تأخر التطور اللغوي والمهارات الحركية.

 

يطلق على ذلك الاضطراب أيضًا متلازمة هيرلر “Hurler syndrome” أو العته الطفولي “Dementia Infantilism”.

 

ومن أبرز أعراض اضطراب الطفولة التفككي:

  • فقدان السيطرة على المثانة والأمعاء.
  • عدم قدرة الطفل على المشي أو التمسك بالاشياء.
  • خلل المهارات الاجتماعية، وعدم القدرة على الاندماج وسط المجتمع.

 

  • الاضطراب النمائي غير المحدد

يعرف أيضًا باسم التوحد غير النمطي، فهو أحد أنواع التوحد، ويعاني المصابون مشكلات اجتماعية وتواصلية، واضطراب اللغة وفهمها.

 

تظهر على المصاب عدة أعراض، مثل:

  • اللعب غير المعتاد مع الألعاب والأشياء.
  • حركات الجسم المتكررة.
  • الروتين والنمطية، وعدم تقبل التغيير.

 

تشخيص الاضطرابات النمائية الشاملة

يتمكن الطبيب من خلال الفحص السريري التعرف إلى علامات التأخر النمائية، ويلجأ إلى إجراء عدد من الفحوصات لتحديد نوع الاضطراب، مثل: 

 

  1. الاستعانة بمعايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5).
  2. إجراء اختبار جيني للتأكد من إصابة الطفل باضطراب جيني. 
  3. تقييم النمو بإجراء بعض الاختبارات النمائية التي تساعد على التشخيص، مثل مقياس تقييم التوحد.
  4. اختبارات السمع والتخاطب والمستوى النمائي للعقل والسلوكيات.
  5. الفحوصات المخبرية لمعرفة التاريخ الطبي والعائلة للمصاب.

 

علاج الاضطرابات النمائية الشاملة

يعتمد الطبيب على عدة وسائل مكثفة لتدارك الأعراض وتنمية قدرات التواصل والاتصال مع الآخرين.

 

كذلك الحد من تدهور السلوكيات الاجتماعية، وكبح اضطراب اللغة والكلام، ومن أهمها:

 

  • العلاج الوظيفي

يسهم العلاج الوظيفي في تنمية المهارات الجديدة، وتعزيز استقلالية أداء الطفل؛ بهدف التكيف مع متطلبات الحياة وتطوير المهارات الاجتماعية لديه.

 

  • تحليل السلوك التطبيقي

نهج مثبت علميًا لفهم سلوك الطفل اعتمادًا على تحليل السلوك، لدعمه والحفاظ على السلوكيات المرغوبة، والحد من السلوكيات الداخلية الخاطئة وضبطها وتقويمها.

 

  • العلاج السلوكي المعرفي

يسهم العلاج السلوكي المعرفي في تخفيف حدة القلق والتوتر الذي يعتري الطفل، والحد من ترعرع مشاعر الاكتئاب بداخله، مع تقوية مهاراته اللغوية.

 

  • علاج النطق

يعزز مهارات اللغة لدى الطفل وقدراته في التعبير عن الذات.

 

  • العلاج الدوائي

لا يوجد علاج شافٍ لتلك الاضطرابات، لكن توجد بعض العقاقير التي تحد من أعراض القلق والاكتئاب وحالات الهياج، مثل: 

 

 

  • علاج وتأهيل الأطفال المصابين باضطرابات التواصل

يهدف إلى دفع الطفل نحو الاعتماد على الذات والتكيف وسط المجتمع كي يستطيع التأقلم مع الواقع، مع ضرورة الاختلاط مع الآخرين.

 

في الختام، قد تسبب الاضطرابات النمائية الشاملة الذعر لدى عديد من الآباء والأمهات، ويشعرون بأنهم أمام معضلة كبيرة.

 

لكن أصبح الآن من السهل تدارك الأعراض وتنمية قدرات الطفل المصاب وتأهيله، كي ينخرط وسط المجتمع، ويصبح فردًا يافعًا نافعًا، لذا لا بد من التحلي بالصبر وتنفيذ تعليمات الطبيب المختص عن كثب.

 

المصادر

https://www.integrityinc.org/what-are-the-5-types-of-autism/ 

https://www.webmd.com/brain/autism/autism-spectrum-disorders

https://www.ninds.nih.gov/Disorders/All-Disorders/Pervasive-Developmental-Disorders-Information-Page 

https://www.webmd.com/brain/autism/development-disorder 

https://childdevelopment.com.au/areas-of-concern/diagnoses/pervasive-developmental-disorder-not-otherwise-specified-pdd-nos/ 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى