المنشطات والهيرمونات

علاج إدمان المهلوسات والتعافي التام في 5 خطوات

Last Updated on: 15th فبراير 2022, 11:00 ص

علاج إدمان المهلوسات

لا أحد يعي قدر العواقب الوخيمة التي سببتها لي المهلوسات، ولا بد من السعي الدؤوب لعلاج إدمان المهلوسات والتخلص من تلك الكبوة التي جعلت حياتي جحيمًا. 

تلك المهلوسات جعلتني أعاني اضطراب النشاط الذهني وخلل التفكير والإدراك، وأشكو الضلالات والهلوسات والأوهام. 

سنتعرف سويًا في هذا المقال إلى أعراض تعاطي المهلوسات، وأنواعها المختلفة، وسبل التخلص وعلاج إدمان المهلوسات، فتابعوا معنا. 

ما هي المهلوسات؟

تعرف المهلوسات بأنها مركبات تؤدي إلى اضطراب النشاط العقلي، وتمنح المتعاطي الشعور بالاسترخاء، وتسبب التشويش الذهني.

وقد تتفاقم الأمور وتزداد تعقيدًا حين يعاني المتعاطي القلق والأوهام وانفصام الشخصية، ويشكو أيضًا انفصاله عن الواقع المحيط به ولا يدرك نفسه الحقيقية.

تستخرج بعض المهلوسات من النباتات، والبعض الآخر يصنعه الإنسان.

تاريخ عقاقير الهلوسة

أقدمت بعض الشعوب القديمة في الهند والصين والأمريكتين على استخدام أنواع مختلفة من الفطور والنباتات والأعشاب، وذلك لأغراض روحية ودينية.

اكتشف عقار ليسرجيك أسيد دي إيثيل أميد 25 (LSD 25) بمحض الصدفة في عام 1938 من فطر مهماز الشيلم (Ergot) الذي ينمو فوق نبات الشوفان.

استخدم ذلك العقار في عام 1947 تجاريًا تحت اسم “ديلايسيد”.

وكان يصفه الأطباء للتخلص من الأفكار المكبوتة في لا وعي المريض في مجال الطب النفسي، التي لا يستطيع البوح بها في أثناء اليقظة.

كذلك اتخذ للتحكم في العقول واستجواب المتهمين، وانتشر ذلك العقار وذاع صيته في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

ذلك لكونه فعالًا ومثيرًا لفضول كثيرين، ومن هنا بدأت آثاره الجانبية في الظهور وأصبحت بمثابة طوفان فاق على فوائده.

وبعد ذلك حُرم استخدامه حول العالم، لكن تطرقت العصابات الإجرامية للإتجار به ونشره وتوزيعه.

أنواع المهلوسات

تصنع بعض المهلوسات في المختبرات، لكن البعض الآخر يستخلص من الفطور والنباتات طبيعيًا. 

تنقسم عقاقير الهلوسة إلى حبوب الهلاوس وحبوب أخرى تسبب أعراض ذهانية وانفصال عن الواقع، ولكل منهما تأثير خطر في الجهاز العصبي والمخ.

1- المهلوسات الكلاسيكية

من أبرز أنواع المهلوسات الكلاسيكية:

ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك (LSD)

يعد أحد أنواع المهلوسات الكلاسيكية وأكثرها انتشارًا ورواجًا، وهو مادة شفافة بيضاء عديمة الرائحة، تصنع من حمض الليسرجيك المستخرج من بعض الفطور.

بيوت “الميسكالين” (Peyote)

تعد تلك المادة من المكونات الرئيسية الموجودة في نبات الصبار الصغير، ويطلق عليها عادةً اسم “الأزرار”.

داي ميثيل تريبتامين (DMT)

تعرف بأنها مادة كيميائية تستخرج من أنواع معينة من نباتات الأمازون، وتكون على هيئة مسحوق بلوري أبيض ويوضع داخل وعاء لتدخينه، وذلك بعد خلطه مع التبغ أو الحشيش.

يجدر بالذكر أن ذاع صيت ذلك العقار في خلال السنوات الماضية وازداد عدد المتعاطين له، وتشير الأبحاث إلى أن هذه المادة توجد في دماغ الإنسان، لكن بكميات ضئيلة جدًا.

كذلك يعتقد أنها مسؤولة عن النشاطات الحيوية الاستثنائية، مثل تجارب الاقتراب من الموت.

الفطر السحري (Magic Mushrooms)

من أنواع المهلوسات طبيعية المصدر، وذلك لأنه يستخرج من بعض الفطور الموجودة في المناطق الاستوائية، ولها تأثير مخدر وتسبب الهلوسة عند استهلاكها بكمية كبيرة.

كذلك تتداول تلك الفطور على هيئة قطع صغيرة طازجة أو مجففة، وأيضًا يمكن خلطها مع التبغ أو الحشيش وتدخينها.

2- المهلوسات الفصامية

تتضمن الحبوب الفصامية الأنواع الآتية:

حبوب فينثيدلين (PCP) 

تعد أشهر الأنواع التي تسبب الفصام والانفصال عن الواقع، واستخدمت قديمًا كمخدر كلي في العمليات الجراحية، لكن توقف الأطباء عن استخدامها نظرًا لآثارها الجانبية.

حبوب ديكستروميثورفان (DXM)

مركب مضاد للسُّعال، ويدخل في تصنيع عدد من المستحضرات المستخدمة لتخفيف السُّعال، لكنه أيضًا يسبب النعاس وضبابية الرؤية.

كيتامين (Ketamine)

يستخدم كمخدر في العمليات الجراحية للإنسان والحيوان، ويكون على هيئة مسحوق أو سائل معد للحقن، لكنه يحرم قانونيًا شراؤه للاستخدامات الشخصية في معظم الدول.

آلية عمل المهلوسات وتأثيرها على الدماغ 

تشير الأبحاث إلى أن حبوب الهلوسة الكلاسيكية تعمل جزئيًا، وتعطل الاتصال مؤقتًا بين الأنظمة الكيميائية الدماغية في جميع أنحاء الدماغ والحبل الشوكي. 

كذلك يحدث تداخل لبعض حبوب الهلوسة مع عمل السيروتونين الكيميائي الدماغي الذي ينظم العمليات الآتية:

  • الجوع. 
  • درجة حرارة الجسم. 
  • الحالة المزاجية.
  • النوم. 
  • التحكم في حركة الأمعاء. 
  • الإدراك الحسي. 

أعراض إدمان المهلوسات

تظهر أعراض تعاطي المهلوسات في غضون 20 إلى 90 دقيقة، وتستمر حالة اللاوعي والانفصال عن الواقع 12 ساعة أو أقل من 15 دقيقة في حالات عقاقير DMT.

لذلك يعاني المتعاطي الأعراض الآتية:

  • هلاوس سمعية وبصرية.
  • اضطراب الشعور بالزمان والمكان.
  • عدم القدرة على التركيز.

من المؤسف أن تأثير المهلوسات لا يقف عند هذا الحد، لكن يوجد أضرار عديدة على المدى البعيد والقريب. 

1- أضرار المهلوسات على المدى القريب

وتشمل هذه الأضرار:

  • التعرق الشديد والقشعريرة.
  • زيادة نبض القلب وعدم انتظامه.
  • الشعور بالاسترخاء.
  • الدوار.
  • سرعة التنفس.
  • تشوش الرؤية وتوسع حدقة العين.
  • جفاف الفم.
  • فقدان الشهية.
  • الغثيان.
  • اضطراب النوم.

2- أضرار المهلوسات على المدى البعيد

وتشمل هذه الأضرار:

  • الانفصال عن الواقع والذهان.
  • القلق والتوتر الشديد.
  • الشك الدائم والارتياب. 
  • التفكير في الانتحار والموت. 

يجدر بالذكر أن هناك عدة عوامل تؤثر في شدة الأعراض وتباينها، مثل:

  1. الصفات الجسدية لكل شخص.
  2. كمية المادة المهلوسة.
  3. قوة تأثير المادة المهلوسة.
  4. المشاركة الدوائية، أي تناول عقار آخر في نفس الوقت. 

أشهر الأسئلة الشائعة حول علاج إدمان المهلوسات

نقدم لك -عزيزي القارئ- أهم وأشهر الأسئلة حول علاج إدمان المهلوسات:

1- ما الفرق بين الذهان المصاحب للمهلوسات وبين الأعراض الذهانية الناجمة عن مرض الفصام؟ 

يكمن الفارق بينهما أن مدمن المهلوسات يعاني الهلاوس السمعية والبصرية والضلالات.

لكن لديه القدرة على التعبير عن الشكوى من تلك الأعراض على أنها معاناة مرضية إلى الطبيب المعالج. 

بينما يعاني مريض الفصام فقدان القدرة على الشكوى من الأعراض الذهانية إلى الطبيب النفسي المعالج. 

2- هل يعد الحشيش من المواد المسببة للهلوسة؟ 

تأثر المادة الفعالة للحشيش أو الماريجوانا التي تعرف باسم تيترا هايدرو كانيبول، في الذهن تأثيرًا كبيرًا.

مما تجعل المتعاطي له مدة زمنية طويلة وبنمط مكثف، ينجرف لعالم إدمان المهلوسات والضلالات.

3- كيف يدمن الشخص المهلوسات؟ 

يجدر بالذكر أن المهلوسات لا يكثر إدمانها كباقي العقاقير، لكن بمجرد التعود الذهني والبدني عليها؛ يتطلب الجسم مزيد للشعور بالسعادة والانفصال عن الواقع. 

كيفية علاج إدمان المهلوسات

علاج إدمان المهلوسات

يجب أن نعي أن علاج إدمان المهلوسات ليس بالأمر الهين، فالإقلاع عنها أصعب من التخلص من إدمان الكحول أو التدخين. 

وعادة ًلا يأتي العلاج بنتائج مثمرة إلا تحت إشراف رعاية طبية متكاملة، وتوفير منشآت طبية تساعد المدمن على إعادة تأهيله. 

يجدر بالذكر أن المهلوسات لا تسبب الإدمان، لكن في بعض الحالات تثير فضول البعض، و يتهافتون نحو تكرار الجرعة للحصول على تأثير أكبر.

يتضمن علاج إدمان المهلوسات بعض الخطوات

علاج إدمان المهلوسات لا بد أن يمر بعدة مراحل أهمها ما يلي:

1- التشخيص والفحص الكامل

يعد التشخيص والفحص البدني الكامل أولى خطوات علاج إدمان المهلوسات، وذلك للتعرف إلى مدى وضع الحالة الصحية للمريض، واختيار البرنامج العلاجي المناسب. 

يعتمد كذلك الطبيب على عدة فحوصات مختبرية، مثل:

2- سحب السموم من الجسم

تستغرق مدة سحب السموم من الجسم دون الشعور بألم من 10 إلى 15يومًا، ومع أن بعض المهلوسات لا تسبب أعراض الانسحاب، إلا أن البعض يسبب الهلوسات السمعية والبصرية. 

وقد يتفاقم الأمر ويعاني المريض القلق المزمن والاكتئاب أيضًا.

لذلك لا بد من متابعة الطبيب المختص جيدًا، كي تمر تلك المرحلة بأمان وسهولة ودون ألم.

3- العلاج النفسي

يعد العلاج النفسي من أهم خطوات التغلب على تعاطي المهلوسات، ويستغرق مدته في رحلة العلاج ما بين 3 إلى 6 أشهر. 

ويهدف لعلاج إدمان المهلوسات من خلال:

  • علاج دوافع الإدمان ومسبباته. 
  • عقد جلسات العلاج السلوكي المعرفي، وذلك للتخلص من عديد من المشكلات المرتبطة بالمهلوسات. 
  • تغيير أنماط التفكير السلبية وإبدالها بأفكار سوية. 
  • علاج الأمراض النفسية المترتبة على إدمان المهلوسات، مثل: الفصام، والاكتئاب، والبارانويا

4- التأهيل الاجتماعي لعلاج إدمان المهلوسات

يعد التأهيل الاجتماعي جزءًا هامًا في رحلة علاج إدمان المهلوسات، وذلك لمنع حدوث الانتكاسة.

ومن أبرز أهدافه:

  • تجنب العوامل والأشخاص الذين يشجعون على التعاطي. 
  • التغلب على مشاعر القلق والاكتئاب. 
  • تعلم كيفية مواجهة مشكلات الحياة والضغوطات اليومية.
  • التدريب على مقاومة رغبة التعاطي. 

5- علاج إدمان المهلوسات بالأدوية 

تكمن أهمية العلاج الدوائي فى إعادة التوازن الكيميائي إلى هرمونات المخ العصبية، مثل السيروتونين التي تتعرض للخلل جراء تناول المهلوسات.

ويجدر بالذكر أن علاج الأعراض الذهانية المصاحبة لتعاطي المهلوسات لا يختلف عن علاج الأعراض الذهانية الناجمة عن مرض الفصام. 

ذلك لأن الطبيب يصف في تلك الحالات بعض الأدوية، مثل:

6- استمرار المتابعة بعد علاج إدمان المهلوسات 

لا بد من متابعة الطبيب من آنٍ لآخر، وذلك بعد انتهاء مرحلة علاج إدمان المهلوسات، من أجل ضمان الالتزام وعدم الوقوع فريسة بين أنياب الانتكاسة.

في الختام، لا بد أن نكون عون للمريض ونشدد من أزره، ونساعده في رحلة علاج إدمان المهلوسات، وأن تتكاتف جهودنا معه كي يعبر بسلام وأمان تلك المحنة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى