قصتي مع الهاكر | أريد البركة فورًا أو اللعنة فورًا
أريد البركة فورًا أو اللعنة فورًا
أريد البركة فورًا أو اللعنة فورًا، جملة قيلت في فيلم الناصر صلاح الدين على لسان الممثل حمدي غيث صاحب دور ريتشارد قلب الأسد في الفيلم، تذكرت هذه المقولة عندما هاتفني صديق لي ليسألني:
هل هناك أمل؟، فقلت له: الأمل أطول من العمر، فلماذا تسأل هذا السؤال؟، ففتح قلبه وقال لي: يا دكتور طه أخي تم تشخيصه بثنائي القطب
هل هناك أمل؟
وجاء من استراليا مع زوجته وأبنائه، وعندما وصل إلي بيته في القاهرة، وهنا أخذ صديق نفس عميق ممزوج بالبكاء والصراخ الداخلي.
ثم أكمل حديثه بنبرة حزينة قائلا: عندما وصل إلي بيته، قام بإشعال النيران في كل أرجاء المنزل، وجلس وسط النيران، وبفضل الله تم إنقاذه بمعجزة على يد زوجته.
وتسبب في تلفيات تقدر بربع مليون جنيه مصري، وهو الآن في مصحة نفسية، ثم سألني ثانية: هل هناك أمل؟، فقلت له بدون تفكير: لا يوجد أمل، بل توجد بشرى.
ماذا فعلت أنا؟
قال لي مندهشا: بشرى!!
قلت له: صديقي العزيز لا تقلق على أخيك، فهو بإذن الله سوف يتم شفائه في القريب العاجل، وما ذكرته لي شيء عادي جدًا، بل أقل من العادي.
أخوك في مرحلة من الممكن أن نقول عنها أقل من المتوسطة، وعلاجه سهل جدًا إن شاء الرحمن، وما ذكرته لي أقل بكثير مما فعلته أنا.
وأكملت قائلا: هل تعلم ماذا فعلت أنا بالأمس القريب، قال لي: ماذا فعلت يا دكتور؟
قلت له: إسمع ولا تقاطعني، وسوف تسمع العجب العجاب.
سيارة الأجرة
ذات يوم ركبت سيارة أجرة (تزيد عن 20 راكب) من القاهرة إلى دمياط، وطلبت من السائق أن أركب وحدي، وأن يتحرك فورًا،
وأنا سوف أتحمل ثمن أجرة السيارة بالكامل، وبالطبع وافق السائق ، وانطلق مسرعًا إلى دمياط، وعندما وصلنا إلى موقف دمياط، طلب مني الأجرة.
والمفاجأة الكبرى لا توجد أجرة، لا أملك سوى عشر جنيهات في محفظتي، فأخذ مني السائق هاتفي الجوال، وتجمع حولي السائقين.
ثم أحس السائق أني شخص غير متزن، فاتصل بأخر رقم كنت قد اتصلت به من هاتفي، وكانت ابنة خالتي.
حكى لها السائق القصة، فقالت له: لا تقلق سوف أرسل لك أخي وسوف تأخذ حقك، ولكن من فضلك لا تتركه، تحفظ عليه حتى نأتي إليك.
وبالفعل جاء كثير من أقاربي، والمفاجأة الأكبر لم يجدوني، لقد هربت من موقف السيارات إلى معسكر للجيش المصري في دمياط،
وكنت أريد مقابلة رئيس أركان الجيش المصري، الفريق/ سامي عنان.
فقاطعني صديقي قائلا بالعامية المصرية: يا نهار أبيض، لا أنا الحمد لله أخي لم يصل لهذه المرحلة.
فقلت له: لا تقاطعني واستمع حتى النهاية، فقال لي متعجبًا: النهاية هل هناك نهاية أخرى!، قلت له: هذه مجرد بداية.
مقابلة أخطر شخصية في الصعيد
اسمع ولا تقاطع، تجد البشرى بين المقاطع، وأكملت حديثي قائلًا: مرة أخرى أردت أن أقابل خُط الصعيد
(ومعنى خُط الصعيد بضم الـ خ، أي أقوى شخصية في صعيد مصر، يمتلك مال ورجال وسلاح، ومطلوب من جميع أجهزة الدولة)
وذهبت فعلًا إلى الجبل الذي يسيطر عليه الخُط ورجاله.
وقلت لرجاله: أريد مقابلة الخط، بالطبع جاء الرد على الفور بإطلاق حوالي 100 طلقة من سلاح يسمى الرشاش الآلي.
فقلت لهم: أنا وحدي وليس معي سلاح، ولن أذهب حتى أشرب الشاي مع الخط شخصيًا.
والعجيب أن الخُط ورجاله وافقوا على طلبي، وبالفعل جلست مع الخُط، وشربت الشاي، ثم انصرفت.
الدليل
وهنا قاطعني صديقي ثانية قائلًا بلهجته المصرية: خُط الصعيد!، ذهبت إلى الخط بنفسك، أنا مش مصدق، مستحيل تذهب للخُط بنفسك كده وتبقي لسه عايش.
قلت له: عندي الدليل سوف أطلعك عليه عندما نتقابل.
قال لي: الحمد لله ان الموضوع انتهى لحد كده.
قلت له: يا أخي هذه بدايات، فلقد فعلت الكثير والكثير، لقد دخلت قسم الشرطة ذات يوم بعصا كبيرة وكنت أريد ضرب أمين الشرطة والضباط.
ليس ذلك فحسب، بل فعلت أكثر من ذلك.
قال لي: أكثر من ذلك!
قلت له: نعم، لقد اتصلت بوكيل نيابة كان صديقًا لي وسببته بأبشع الألفاظ، وكنت أريد قتل صديق آخر في السكن بدون أسباب حقيقية،
ولكن الله حفظه وحفظني، وتدخل بعض الزملاء في اللحظات الأخيرة وأنقذوا الموقف.
فقال لي: دكتور طه، قاطعته قائلا: لقد قابلت وزير الزراعة على أني دبلوماسي، فقط لأني كنت أريد مكان في المدينة الجامعية.
فقال لي: هل هذا الكلام حقيقي يا دكتور طه؟، قلت له: معي دليل على كل شئ.
وزير الزراعة
وسوف ترى بنفسك يومًا ما، أنا فقط أقول لك كل هذه القصص لأنك تريد البركة فورًا أو اللعنة فورًا.
قال لي: يعني ايه؟، قلت له: أنت تريد العلاج الآن، تريد أن يخرج أخوك الآن من المشفى، ولكن هذا لن يحدث.
العلاج سوف يستمر بعض الوقت، ولكن أخوك في المراحل الأولى.
صاحب رؤية وخبرة وتجربة
وقلت له مازحًا: أنا كنت بالنسبة له شبح، فلا تقلق ولا تحزن، فأنا الآن الدكتور طه الشاعر بفضل الله، أعرف أكثر من لغة،
وأنت تثق فيَّ وتسألني، وترى إني رجل متزن، صاحب رؤية، وخبرة، وتجربة، فهل كنت تعتقد أو تتوقع أو يخطر في بالك ما حكيته لك؟
قال لي بلهجته المصرية: كويس أنك عايش، دي حاجة واحدة من دول كانت ممكن تقضي عليك.
فقلت له: أنا الأمل وما سمعته مني كان البشرى، يا صديقي أنا وصلت لمرحلة أني ادعيت أني أفضل من سيدنا يوسف.
هنا صديقي قال: استغفر الله العظيم، ما هذا الكلام يا دكتور؟! أخي في حالة تمام والحمدلله، بالنسبة لحضرتك هو يعتبر طالب في الروضة.
وأكمل: الحمد لله أنا بجد اطمنت على أخويا، وهطمِن أهلي، أخويا معملش أي حاجة خالص غير موضوع حرق الشقة ده.
ثمن الاستشارة والبشرى
قلت له: هذه المكالمة يا صديقي سوف تدفع ثمنها، قال لي: أدفع ايه؟
قلت له: ثمن الاستشارة والبشرى والطمأنينة، فضحك صديقي ودعى لي وانتهت المحادثة.
وبسبب هذه المكالمة فكرت في كتابة سلسلة قصص حقيقة، ممزوجة بالدراما كي يتفاعل معها القارئ، تحت عنوان: الهاكر.
هذه السلسلة تحكي قصتي وإن شئت فقل تحكي قصصي الغريبة مع ثنائي القطب.
وقصص أخرى حقيقية سمعتها من زملاء آخرين، وأسميتها الهاكر لأن عقلي كان فيها متهكر.
قصص ميكي والرجل المستحيل
وسوف تكون هذه القصص مثل قصص ميكي والرجل المستحيل وغيره، وسوف تعالج بإذن الله العديد من المرضى أو تكون سببا في بث روح الأمل وكيفية التعامل مع ثنائي القطب.
لأن هذه السلسلة لم ولن تجد مثلها في جميع أنحاء العالم.
وفي النهاية، أقول لك عزيزي القارئ لا تنسي حجز نسختك من القصة الأولى، ولا تنسى الدعاء لي ولصديقي ولأخيه، ولك، وللمسلمين.
دمت بخير.