الأدوية النفسيةالصحة النفسيةمضادات الاكتئاب

مضادات الاكتئاب | نعمة أم نقمة؟!

Last Updated on: 5th فبراير 2022, 08:52 م

مضادات الاكتئاب

هل مضادات الاكتئاب أدوية يمكن صرفها لمجرد شعورنا بالحزن؟

نتعرض في حياتنا لكثير من الانتكاسات والحالات النفسية السيئة، لكن هل كل هذه الحالات تعد اكتئابًا ويمكن على إثرها تناول الأدوية المضادة للاكتئاب؟

يجب التعرف إلى مفهوم الاكتئاب طبيًا وإلى مضادات الاكتئاب، وما الفوائد والأضرار التي ستعود علينا من استخدامها، وما أعراض الاكتئاب بالتفصيل.

كل هذا سنغطيه في هذا المقال الشامل اليوم، فكونوا معنا.

مفهوم الاكتئاب

يعد الاكتئاب مرضًا طبيًا يُشخصه الأطباء، ويسبب شعور الفرد بحالة من الحزن الشديد والانعزال، كذلك يؤثر في أدائه اليومي وتعاملاته مع الأفراد المحيطين.

أعراض الاكتئاب بالتفصيل

تختلف أعراضه من الخفيفة إلى الشديدة، ومنها:

  • الشعور بالحزن والحالة المزاجية السيئة.
  • فقدان الاهتمام بكثير من الأنشطة التي كان يمارسها الفرد.
  • تغييرات الشهية وما يعقبها من زيادة الوزن أو خسارته.
  • صعوبة النوم أو كثرته.
  • التعب وفقدان الطاقة.
  • الشعور بالذنب.
  • صعوبة التفكير والتركيز واتخاذ القرارات.
  • زيادة الحركات وسرعتها أو تباطؤها.
  • كثرة الأفكار الانتحارية.

يجب أن تستمر الأعراض مدة أسبوعين على الأقل حتى يُشخص المريض بالاكتئاب.

الفرق بين الحزن والاكتئاب

نمر جميعًا بفترات غير سعيدة نتيجة حدوث بعض الأمور، مثل: وفاة أحد الأشخاص أو فقدان الشخص لوظيفته أو غيره من الأمور.

وقد يصف هؤلاء الأشخاص أنفسهم أنهم في حالة اكتئاب، لكن هذا غير صحيح على الإطلاق بل هم فقط في حالة حزن بسبب ما يمرون به لا أكثر.

لذلك يختلف الاكتئاب عن الحزن في عدة نقاط، منها:

  • في الحزن، إذ تختلط المشاعر السلبية مع بعض الذكريات الجيدة والإيجابية، لكن في الاكتئاب تستمر المشاعر السلبية وفقدان الاهتمام مدة أسبوعين متواصلين فأكثر.
  • يستمر الفرد في حبه لذاته في أثناء الحزن، لكن في الاكتئاب يتصاعد الشعور بعدم القيمة وكره الذات.
  • تظهر الأفكار الانتحارية في الحزن اعتقادًا بأن هذه هي الوسيلة التي تجمعه بأحبائه، لكن في الاكتئاب نتيجة الشعور بعدم استحقاق الحياة وعدم تحمل الاكتئاب.

مع ذلك من الممكن أن يتزامن الحزن مع الاكتئاب، حينئذ يكون الحزن أشد وطأةً ويستمر مدة طويلة.

أسباب الاكتئاب

تتعدد أسباب الاكتئاب، إذ توجد عدة عوامل تساهم في إصابة الفرد بهذا المرض، منها:

 

  • كيميائية، وذلك نتيجة تغير نسب بعض المواد الكيميائية والنواقل العصبية في المخ.
  • جينية، إذ من الممكن أن يتوارث أفراد العائلة الواحدة هذا المرض.
  • شخصية، يصبح الأشخاص المتشائمون أو الذين يتأثرون بالضغوطات أو من يعانون فقدان الثقة بالنفس، أكثر عرضةً للاكتئاب.
  • بيئية، كثرة التعرض للفقر أو سوء المعاملة، أو العنف والإهمال يعرض الفرد للاكتئاب.

أنواع الاكتئاب

يوجد عدة أنواع من الاكتئاب وفقًا لعدة عوامل ومدة الاكتئاب نفسه أيضًا، ويشمل الأنواع الآتية:

1- الاضطراب الاكتئابي الحاد أو الكبير

يعد النوع الأكثر شدة وتستمر الأعراض السابقة مدة أسبوعين متواصلين فأكثر.

يتميز بشعور دائم بالحزن وفقدان الأمل وفقدان قيمة الأشياء.

2- الاضطراب الاكتئابي المستمر

يعد هذا النوع أخف وطأة من النوع السابق لكنه مزمن، وذلك لأنه يُشخص عندما تستمر الأعراض عامين على الأقل.

كذلك يؤثر في حياة الفرد تأثيرًا أكبر من النوع السابق، وذلك نظرًا لاستمراره مدة طويلة من حياته، وتكون أعراضه:

  • فقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية.
  • الشعور باليأس.
  • قلة إنتاجية الفرد.
  • عدم الثقة بالنفس.

3- اكتئاب ما بعد الولادة

تشعر الأم طبيعيًا بعد الولادة بالخواء والحزن، وتختفي هذه المشاعر في خلال عدة أيام، لكن لو استمرت مدة أسبوعين فأكثر فتُشخص باكتئاب ما بعد الولادة.

تختلف كذلك الأعراض من امرأة لأخرى، منها:

  • تقلبات المزاج.
  • الحزن واليأس.
  • عدم الارتباط بوليدها أو الاهتمام به.
  • توارد الأفكار بأذية نفسها أو طفلها.
  • انعدام الطاقة أو الحافز.
  • كثرة الأكل أو قلته.
  • كثرة النوم أو قلته.
  • ضعف التركيز والذاكرة.
  • الانعزال عن العائلة والأفراد المحيطة.
  • الصداع والألم ومشكلات المعدة.
  • عدم الاهتمام بأي أنشطة.
  • الشعور بأنها أم سيئة وبالذنب.

تساعد التغيرات الهرمونية على ظهور هذا النوع من الاكتئاب الذي لا يعي له البعض، بل أحيانًا ينعتون الأم بالمدللة وعدم المسؤولية دون الالتفات إلى احتمالية إصابتها بالاكتئاب.

4- اكتئاب ثنائي القطب

مضادات الاكتئاب

يتميز اضطراب ثنائي القطب بالتغيرات المزاجية الشديدة، وذلك لأن المريض يعاني نوبات الهوس ويكون فيها في قمة الطاقة والسعادة.

ثم يختبر بعد ذلك بنوبات الاكتئاب الشديدة التي يشعر فيها بالحزن الشديد وفقدان الأمل، والخواء وقد تقوده إلى الأفكار الانتحارية.

5- الاضطرابات الموسمية

نوع من الاكتئاب الذي يحدث للبعض ابتداءً من الخريف وقد يستمر خلال فصل الشتاء أيضًا، وقد

أرجع البعض سببه إلى قلة الشمس وقلة تعرض الفرد لها.

وقد يشعر الفرد بالآتي:

  • كثرة النوم.
  • الرغبة الشديدة في الأكل، خاصةً الكربوهيدرات.
  • زيادة الوزن.

6- اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي

يعد نوعًا أشد من متلازمة ما قبل الطمث، إذ تمر المرأة بتغيرات مزاجية شديدة وقد تصل إلى الاكتئاب.

يجدر بالذكر أنه يبدأ قبل الطمث بأسبوع أو اثنين ويستمر بعد بدء الحيض بيومين أو ثلاثة.

علاج الاكتئاب

يجب أن يُعالج الاكتئاب حتى يتخلص منه الفرد، ويعتمد الأطباء النفسيون في خطة العلاج على:

مضادات الاكتئاب

تهدف الأدوية المضادة للاكتئاب (Antidepressants) إلى إعادة توازن المواد الكيميائية في المخ، التي تسبب التقلبات المزاجية الشديدة وينتج عنها الاكتئاب.

أنواع مضادات الاكتئاب

تكثر أنواع مضادات الاكتئاب (Antidepressants)، ومنها:

1- مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)

يعد السيروتونين هرمون السعادة، لذلك فعند حدوث أي خلل في نسبته في المخ، من الممكن أن يؤدي إلى الاكتئاب.

تثبط أيضًا هذه المجموعة من الأدوية إعادة امتصاص السيروتونين الموجود بين الخلايا العصبية في المخ، مما يزيد نسبته ويعالج أعراض الاكتئاب.

تعد هذه المجموعة أكثر الأدوية استخدامًا لعلاج الاكتئاب، ومن أمثلتها:

  • سيرتالين.
  • سيتالوبرام.
  • إسيتالوبرام.
  • فلوكستين، مثل (بروزاك).
  • باروكستين، مثل (سيروكسات).

2- مثبطات امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين (SNRIs)

تمنع هذه المجموعة امتصاص السيروتونين والنورادرينالين، مما يزيد نسبتهم في المخ.

من أمثلتها:

3- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs)

يلجأ إليها الأطباء عندما تفشل الأنواع السابقة في العلاج، وغير مفهوم حتى الآن كيفية عملها.

من أمثلتها:

4- مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين (Monoamine oxidase MAOIs)

تعد أقدم أنواع مضادات الاكتئاب، ولا تستخدم حاليًا إلا في حالة فشل باقي الأنواع الأخرى في العلاج، وذلك لأنها تتفاعل مع كثير من الأدوية والأطعمة.

إذ تثبط هذه المجموعة إنزيم (MAO) المسؤول عن تكسير بعض النواقل العصبية، مثل: السيروتونين والدوبامين، مما يزيد نسبتهم.

من أمثلتها:

  • إيزوكربوكسازيد.
  • فينيلزين.
  • سيليجيلين.

5- مثبطات إعادة امتصاص الدوبامين (Dopamine antagonist)

تمنع امتصاص الدوبامين والنورادرينالين، كذلك يمكن استخدامها عند الإقلاع عن التدخين، من أشهر أمثلتها البوبروبيون (ويلبوترين).

6- مضادات الاكتئاب غير النمطية

تختلف عن الأدوية النمطية المضادة للاكتئاب، ومن أمثلتها: أولانزابين (زيبريكسا) وفلوكستين.

الأعراض الجانبية لمضادات الاكتئاب

مع الأسف تسبب بعض الأعراض الجانبية، التي قد تكون خطيرة عند عدم اللجوء للطبيب النفسي والالتزام بالجرعة، مثل:

  • اضطرابات المعدة، التي يمكن التغلب عليها باستخدام خل التفاح العضوي.
  • التعب والإرهاق.
  • زيادة الوزن أو خسارته.
  • اضطرابات النوم.
  • العصبية.
  • جفاف الفم، ويمكن التغلب عليه بمضغ علكة غير مسكرة.
  • اضطراب ضربات القلب.
  • متلازمة السيروتونين.
  • نقص نسبة الصوديوم في الجسم.
  • مرض السكري.
  • الأفكار والميول الانتحارية.

مضادات الاكتئاب والجنس

تؤثر هذه الأدوية في الحياة الجنسية لكل من الطرفين على حدٍ سواء، إذ ترتبط مضادات الاكتئاب والجنس بحدوث بعض الأعراض، ومنها:

  • ضعف الرغبة الجنسية عند المرأة والرجل.
  • تأخر الشعور بالنشوة عند النساء.
  • عدم الراحة عند ممارسة العلاقة.
  • ضعف الانتصاب وصعوبة الحفاظ عليه مدة طويلة عند الرجال.

لكن يمكن التغلب قليلًا على هذه الآثار الجانبية من خلال استشارة الطبيب المختص في الآتي:

  • تغيير جرعة الدواء إلى جرعة أقل.
  • الانتقال إلى دواء آخر أقل ضررًا.
  • تناول الجرعة اليومية -إذا كانت مرة واحدة- بعد ممارسة العلاقة.
  • وصف دواء آخر بجانب مضاد الاكتئاب، وذلك للتخلص من هذه الأعراض الجانبية.

تأثير مضادات الاكتئاب على الدماغ

تنتقل المعلومات والإشارات من المخ إلى باقي أعضاء الجسم لتؤدي وظيفتها، فمثلًا كي تقوم اليد بحركة لا بد أن تصل إليها إشارة من المخ.

بذلك يكون المخ هو المتحكم الرئيسي في الجسم، إذ يوجد نواقل عصبية مسؤولة عن نقل هذه الإشارات من خلية لأخرى في الدماغ.

لذلك عندما تقل هذه النواقل أو عند عدم كفاءة المستقبل الذي تقف عليه هذه النواقل، يحدث خللًا في كميتها مسببةً بعض الأمراض مثل الاكتئاب.

يظهر هنا تأثير مضادات الاكتئاب على الدماغ، إذ تثبط إعادة امتصاص هذه النواقل بسرعة مما يمنحها الوقت لتأدية وظائفها، ويعيد توازنها في المخ، فيؤدي إلى علاج المرض.

مضادات الاكتئاب والأعراض الانسحابية

لا يجب وقف أو تقليل الجرعة فجأة دون استشارة الطبيب، وذلك لأن هذا يؤدي إلى حدوث أعراض انسحابية.

بل يلجأ الطبيب إلى وقف العلاج تدريجيًا، وذلك لتجنب هذه الأعراض.

أهم الأسئلة الشائعة عن مضادات الاكتئاب

نقدم إليكم بعض الأسئلة، مثل:

1- هل تسبب الأدوية المضادة للاكتئاب (Antidepressants) زيادة الوزن؟

يمكن أن تكون زيادة الوزن إحدى أعراضها الجانبية، وذلك لاختلاف استجابات البشر لهذه الأدوية.

فيمكن أن تكون زيادة الوزن بسبب الاكتئاب نفسه، أو يعاني المريض نقص الوزن ومع تناوله الدواء وتحسن حالته يزداد وزنه.

2- هل تحسن الأدوية المضادة للاكتئاب الأعراض من اليوم الأول؟

لا بل قد تحتاج هذه الأدوية من أسبوع لأسبوعين حتى تبدأ الشعور بالتحسن.

3- هل يجب أن أتناول الجرعة صباحًا؟

يعد هذا التوقيت مناسبًا لتناول الجرعة، وذلك لتتجنب معظم الآثار الجانبية للدواء.

في الختام، قد تبين لنا الفرق بين الحزن الطبيعي والاكتئاب كمرض يلزم علاجه والذهاب إلى الطبيب النفسي لوصف أحد مضادات الاكتئاب.

يجب الالتزام بجرعة الدواء واستشارة الطبيب المعالج قبل وقفه أو تقليل جرعته.

دمتم في رعاية الله وحفظه.

المصدر
psychiatryhealthlineeverydayhealthverywellmind

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى