لقد سئمت تلك الكآبة الموسمية، لذلك أبحث عن علاج الاكتئاب الموسمي الشتوي من كل حدب وصوب، كي ابتعد عن تلك الاضطرابات النفسية التي تحل بي كل موسم.
سنضع بين يديك كل ما تود معرفته عن علاج الاكتئاب الموسمي الشتوي وأعراضه المختلفة، وأسباب الإصابة به، فتابع معنا.
ما هو الاكتئاب الموسمي؟
يطلق عليه اسم “الاضطراب العاطفي الموسمي” (Seasonal Affective Disorder)، ويعد أحد الاضطرابات النفسية التي تأتي وتذهب مع تغيرات الفصول المناخية.
تتجلى تلك المعاناة غالبًا في فصل الخريف وتنتهي في الربيع أو عند بداية الصيف، ويصاب بها كلًا من النساء والشباب.
يعاني كذلك المريض الإعياء العام والخمول، ويشكو اضطرابات مزاجية لا يستطيع تفسيرها أو السيطرة عليها.
يحدث عادةً الاكتئاب الموسمي الشتوي الذي يذاع صيته بين نوبات الاضطراب العاطفي الموسمي في أواخر موسم الخريف وأوائل الشتاء.
كذلك تتدنى فرصة الإصابة به في أثناء فصل الصيف والربيع.
على الجانب الآخر، قد يصاب بعض الأشخاص بنوبات الاكتئاب الموسمي الصيفي الذي يرتبط بأجواء موسم الصيف، لكنها أقل شيوعًا من نوبات الاكتئاب الموسمي الشتوي.
أنواع الاكتئاب الموسمي
تنقسم أنواع الاكتئاب الموسمي تبعًا لاختلاف التوقيت الذي يحدث فيه، وتتضمن الآتي:
1- الاكتئاب الموسمي الخريفي
لا تستغرق مدة الاكتئاب الموسمي الخريفي كثيرًا، ويعاني المصاب عدة أعراض، مثل:
- الرغبة في النوم مدة طويلة.
- تقلبات المزاج باستمرار.
- عدم قدرته على اتباع نظام غذائي صحي، لذلك من الممكن الإصابة بالسمنة المفرطة.
2- الاكتئاب الموسمي الصيفي
توصل العلماء إلى أن حالات الإصابة بالاكتئاب الموسمي الصيفي نادرة ومحدودة للغاية، ويسبب الشعور بالقلق والتوتر حيال درجات الحرارة المرتفعة، وأيضًا حب العزلة والوحدة.
3- الاكتئاب الموسمي الربيعي
يشكو المصاب بالاكتئاب الموسمي الربيعي اضطرابات النوم وعدم الرغبة في تناول الطعام.
4- الاكتئاب الموسمي الشتوي
يعد أكثر أنواع الاضطرابات الموسمية شيوعًا، ويعاني المريض الأعراض الآتية:
- الخمول.
- الكسل.
- الرغبة الملحة في تناول السكريات.
- زيادة الوزن.
- عدم الرغبة في رؤية أحد، ويفضل المكوث داخل المنزل.
أسباب الاكتئاب الموسمي الشتوي
لم يتوصل العلماء الى السبب الرئيس المسبب للاكتئاب الموسمي، لكن توجد بعض العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة، مثل:
1- انخفاض مستوى السيروتونين (Serotonin)
يعرف السيروتونين أو ما يسمى بهرمون السعادة، بأنه أحد المركبات الكيميائية الموجودة في الدماغ، التي تؤثر في الحالة المزاجية.
تشير كذلك الأبحاث إلى أن انخفاض ضوء الشمس في الشتاء يؤدي إلى تقليل معدل هرمون السيروتونين؛ مسببًا اكتئاب الشتاء.
2- تغير إيقاع الساعة البيولوجية
قد يسبب تغير عدد ساعات الليل والنهار في أثناء فصل الشتاء، الشعور بالضيق والاكتئاب.
كذلك يسبب انخفاض أشعة الشمس اضطراب الساعة البيولوجية لدى بعض الأشخاص.
3- نقص في فيتامين د (Vitamin D)
يعد نقص فيتامين د من أبرز أسباب الإصابة باكتئاب الشتاء؛ وذلك لأنه يحافظ على المستوى الطبيعي للسيروتونين في الجسم.
يجدر بالذكر أن أشعة الشمس تساهم في تحويل كوليكالسيفيرول (Vitamin D3) إلى فيتامين د، وعند تضاؤل كميتها في فصل الشتاء يحدث نقص في إنتاج ذلك الفيتامين.
4- زيادة إفراز هرمون الميلاتونين (Melatonin)
يزداد إفراز هرمون الميلاتونين نتيجة زيادة عدد ساعات الليل للمساعدة على النوم وقلة التعرض لأشعة الشمس؛ مما يؤدي الى خلل التوازن الطبيعي للجسم.
يسبب ذلك الاضطراب الشعور بالخمول وتقلبات المزاج واضطرابات النوم، والشعور بالكسل والنعاس في أثناء اليوم.
5- وجود تاريخ شخصي للإصابة بالاكتئاب
تتفاقم أعراض الاكتئاب الموسمي الشتوي في حال معاناة الشخص الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب.
6- العوامل الوراثية
تزداد احتمالية الإصابة بالاكتئاب الموسمي الشتوي في حالة إصابة أحد الأشخاص من العائلة بتلك الحالة قبل ذلك.
أعراض الاكتئاب الموسمي الشتوي
تداخل أعراض اكتئاب الشتاء مع مرض الاكتئاب ويلتبس الأمر على كثيرون، لذلك سنوضح الأعراض بشئٍ من التفصيل:
1- الأعراض المشتركة مع مرض الاكتئاب
تتضمن الآتي:
- الشعور بالحزن والضيق.
- عدم القدرة على التركيز.
- اضطرابات الأكل، وذلك بالعزوف عنه أو الإفراط في تناوله.
- تدني احترام الذات وانعدام القيمة.
- اضطرابات النوم.
- انخفاض مستوى طاقة الفرد، وعدم القدرة على أداء المهام اليومية.
- التفكير مرارًا وتكرارًا في الموت أو الانتحار.
2- أعراض الاكتئاب الموسمي الشتوي
تشمل أعراض الاكتئاب الموسمي الشتوي ما يلي:
- زيادة الوزن.
- الحساسية المفرطة تجاه الرفض أو النقض.
- اضطرابات التواصل مع الآخرين.
- تدني مستوى الطاقة للفرد.
- الشعور بثقل الذراعين والساقين.
- النوم كثيرًا.
تشخيص الاكتئاب الموسمي الشتوي
تعتمد الخطة المحكمة لعلاج الاكتئاب الموسمي الشتوي على التشخيص الجيد لذلك الاضطراب العاطفي الموسمي.
من المؤسف عدم التوصل إلى اختبار الاكتئاب الموسمي الذي يسهم في تشخيص الاكتئاب الموسمي، وبالتالي علاج الاكتئاب الموسمي الشتوي.
لذلك يعتمد التشخيص عادةً على أعراض الاكتئاب الموسمي الشتوي التي يعانيها المصاب.
ومن أبرز الفحوصات التي يستعين بها الطبيب لعلاج الاكتئاب الموسمي الشتوي:
- الفحص السريري، وذلك لاستبعاد الأمراض أو الآلام الجسدية التي تسبب الاكتئاب في بعض الأحيان.
- فحوصات الدم، مثل فحص تعداد الدم الكامل وفحص نشاط الغدة الدرقية.
- الاستعانة بالدليل التحليلي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، وذلك لتحديد معايير الاكتئاب.
- إجراء تقييم نفسي للمريض.
ما هو علاج الاكتئاب الموسمي الشتوي؟
عادة تتحسن أعراض الاكتئاب الموسمي الشتوي من تلقاء نفسها مع تغير فصل الشتاء.
لكن يستعين الطبيب ببعض السبل العلاجية لتدارك الأعراض المزعجة، وعلاج الاكتئاب الموسمي الشتوي.
تتضمن وسائل علاج الاكتئاب الموسمي الشتوي ما يلي:
1- علاج الاكتئاب الموسمي الشتوي بالضوء
يهدف العلاج الضوئي باستبدال ضوء النهار في فصل الشتاء بضوءٍ ساطع يضاهي الضوء الطبيعي.
وبذلك يمكن الحد من إفراز هرمون الميلاتونين الذي يسبب الشعور بالنعاس والخمول.
يستخدم لذلك العرض جهاز الصندوق الضوئي، ويحدد الطبيب شدة الضوء المناسبة لكل مريض وفقًا للأعراض التي يعانيها.
تصل شدة الإضاءة في ذلك الصندوق 10 أضعاف الإضاءة الطبيعية للمنزل، ويخضع المريض لذلك العلاج مدة تتراوح ما بين 15 إلى 30 دقيقة يوميًا.
تتحسن عادةً الأعراض بعد مضي أسبوعين من بدء العلاج، ويجدر بالذكر أن هناك بعض الحالات لا يمكن الاستعانة بالعلاج الضوئي، مثل: مرض السكري واعتلال الشبكية.
2- العلاج النفسي
يستعين الطبيب بالعلاج السلوكي المعرفي، وذلك لتحديد الأهداف والتخلص من الأفكار السلبية، وتبديلها بأفكار إيجابية بناءة.
3- علاج الاكتئاب الموسمي الشتوي بالأدوية
يوصى الطبيب بتناول مضادات الاكتئاب، وذلك للسيطرة على نوبات الاكتئاب والمشاعر السلبية والحد من تكرار تلك النوبات.
يجدر بالذكر أن علاج الاكتئاب الموسمي الشتوي بالأدوية قد يستغرق عدة أسابيع، لذلك يجب الاستمرار في تناولها وعدم التوقف المفاجئ لها.
ومن أبرز الأدوية المستخدمة في علاج الاكتئاب الموسمي الشتوي:
- مضادات الاكتئاب، مثل: بوبروبيون (ويلبوترين).
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI) مثل: برينتيلكس.
أبرز الأسئلة الشائعة عن الاكتئاب الموسمي الشتوي
تستعرض سويًا أبرز الأسئلة الشائعة عن ذلك الاكتئاب، التي تتضمن الآتي:
1- ما مدة علاج الاكتئاب الموسمي الشتوي؟
تختلف مدة العلاج وفقًا لشدة الأعراض التي يعانيها المصاب، ووجود أي اضطرابات نفسية أخرى يقاسيها.
كذلك ينصح باستمرار تناول العلاج طيلة فصل الشتاء.
2- هل يمكن الوقاية من الاكتئاب الموسمي الشتوي؟
بالطبع توجد بعض النصائح التي تستطيع حمايتك ووقايتك من الإصابة بالاكتئاب الموسمي، ومن أبرزها:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- اتباع نمط غذائي صحي.
- التنزه خارج المنزل يوميًا في أثناء ساعات النهار.
- الاندماج وسط الأنشطة الاجتماعية.
- استشارة الاختصاصي النفسي في أقرب وقت ممكن عندما تشتد أعراض الاكتئاب عليك.
في الختام، يجب أن نعي أن علاج الاكتئاب الموسمي الشتوي ليس بمعضلة، وأوصيك -عزيزي- باتباع التوصيات السابق ذكرها.
ونتمنى لكم دوام الصحة والعافية.
