الصحة النفسية

متى ينتهي اكتئاب الحمل؟

Last Updated on: 2nd أغسطس 2022, 10:42 ص

متى ينتهي اكتئاب الحمل الذي أعانيه؟ ولماذا أصبت به من البداية؟ وهل يمكن أن يؤثر هذا الاكتئاب في طفلي مستقبلًا؟

 

هذه بعض الأسئلة القلقة، التي تتردد على أذهان النساء المصابات بهذا المرض، وقد سمعن عنه للمرة الأولى.

 

لذا، نخصص هذا المقال للإجابة عن أسئلتهن، فتابعونا.

 

ما اكتئاب الحمل؟

قبل أن نجيب عن سؤال “متى ينتهي اكتئاب الحمل؟” نشرح أولًا ماهية هذا الاضطراب.

 

تعاني أغلب النساء من تقلبات مزاجية في أثناء الدورة الشهرية، وأحيانًا قبلها أو بعدها.

 

كذلك تصاب نسبة منهن باكتئاب ما بعد الولادة، لكن الجديد هنا هو الإصابة بالاكتئاب في فترة الحمل نفسها.

 

فتعاني الشعور بالحزن والتعب وفقدان الثقة بالنفس والتوتر في فترة الحمل،لا بعدها.

 

أشارت الأبحاث الحديثة أن نسبة النساء المصابات بهذا الاضطراب يصل إلى حوالي 7%، وتزداد النسبة في البلدان النامية.

 

إذ تؤثر العوامل الاقتصادية والاجتماعية في زيادة العبء على كاهل المرأة، فتشعر بمزيد من المشاعر السلبية والتقلبات المزاجية.

 

صعوبة تشخيص اكتئاب الحمل

تقول إحداهن: بناء على تجربتي مع اكتئاب الحمل في الشهر الخامس، أقول أن أكثر ما عانيته كان اكتشاف الأمر متأخرًا.

 

إذ نظرًا إلى التشابه بين بعض أعراض الاكتئاب في فترة الحمل وأعراض الحمل ذاته، يجد بعض الأطباء صعوبة في تشخيص هذا المرض.

 

إذ أن الاكتئاب يسبب الأعراض التالية:

  • التقلبات المزاجية.
  • ضعف الرغبة الجنسية.
  • الأرق أو النوم مدة طويلة.
  • ضعف الشهية أو زيادتها عن المعدل الطبيعي.
  • الشعور بالتعب والإنهاك.

 

وهي أعراض تحدث غالبًا لكل النساء في فترة الحمل.

 

اكتئاب الحمل، هل أنا مذنبة؟

بالإضافة إلى أعراض الاكتئاب المعروفة، تتعرض الأم إلى مزيد من مشاعر الخزي والذنب، لأنها تعتقد أن هذه المشاعر تنبئ بفشلها كأم.

 

بالإضافة إلى نظرة المجتمع لها، إذ المفترض لها أن تشعر بالسعادة البالغة والحماسة استعدادًا لاستقبال المولود.

 

وهو ما يجعل الأم تعاني أكثر وفي صمت، فلا تشكو ولا تطلب المساعدة، وهذا له عواقب عدة سنذكرها في إحدى الفقرات القادمة.

 

كيف أعرف أني أعاني اكتئاب الحمل؟

بدايةً، نشجع أي امرأة على اللجوء إلى الطبيب المتخصص وطلب المساعدة إذا ساورتها الشكوك حول إصابتها بهذا المرض.

 

كذلك نوضح أن أعراض الاكتئاب لا تنتهي عند الأعراض المذكورة سابقًا، بل هي البداية فقط.

 

أعراض أخرى لاكتئاب الحمل

تشمل أعراض الاكتئاب الآتي:

  • نوبات البكاء الحادة.
  • الإصابة باضطراب الهلع.
  • الشعور بالقلق المستمر.
  • تدني احترام الذات.
  • فقدان الاستمتاع بالأنشطة التي كانت مفضلة لدى الأم.
  • الأفكار الانتحارية.
  • توقع فشلها كأم.
  • عدم الشعور بالحب تجاه الطفل.
  • الرغبة أحيانًا في إيذاء الطفل.

 

متى يبدأ اكتئاب الحمل؟

قد تظهر الأعراض في أي شهر من شهور الحمل، لكن لوحظ أن أغلب النساء تعاني الاكتئاب في الشهور الثلاثة الأولى أو الأخيرة من الحمل.

 

لكن هذا لا يمنع من الإصابة باكتئاب الحمل في الشهر السادس أو الخامس أو الرابع. 

 

إذا شعرت بأي عرض من الأعراض المذكورة أعلاه، فأجيبي الأسئلة الآتية:

  • هل لديك تاريخ عائلي أو شخصي بالإصابة بالاكتئاب في فترة حمل سابقة.
  • هل عمرك صغير نسبيًا؟
  • هل تشعرين بالنفور من تجربة الحمل لأنه غير مخطط له؟

 

إذا كانت الإجابة بنعم على أي منهم، ننصح باستشارة الطبيب على الفور.

 

إذ أن كل العوامل السابقة قد تزيد احتمالية الإصابة باكتئاب الحمل.

 

أسباب اكتئاب الحمل

يعتقد الأطباء أن السبب الرئيسي وراء الإصابة هو الاضطراب الهرموني الذي يحدث في جسم المرأة في فترة الحمل وما بعدها.

 

إذ تزداد نسبة هرمونات الأنوثة عشرة أضعاف النسبة الطبيعية في فترة الحمل، ثم تنخفض بشدة بعد الولادة.

 

وهو ما قد يكون العامل الرئيسي وراء مشاعر الاضطراب والحزن والتوتر الذي تعانيه المرأة في تلك الفترة.

 

عوامل أخرى

قد تسبب العوامل الآتية ارتفاع نسبة الإصابة باكتئاب الحمل:

  • العمر.
  • التاريخ الشخصي والعائلي بالإصابة بالاكتئاب.
  • عدم الاستقرار الزوجي.
  • المشكلات المادية.
  • فقدان الدعم العائلي.
  • عدم وجود نظام صحي متقدم بالدولة.
  • الوصم المجتمعي.
  • الحمل غير المخطط له.
  • إنجاب التوائم.

 

وهكذا كلما ازدادت الأعباء الاقتصادية والمجتمعية، زادت احتمالية الإصابة بالمرض وشدته وصعوبة التعافي منه.

 

علاج التقلبات المزاجية

إذا لم يتخطى الأمر بعض التقلبات المزاجية، فيُنصح بالآتي:

  • استشارة الطبيب.

إذ إن الخضوع إلى الفحص الطبي ومعرفة الحالة بدقة يزيح عن كاهل الأم الشعور بالتخبط والذنب.

 

كذلك، قد ينصح الطبيب ببعض مضادات القلق إذا ما كانت الحاجة إليها ملحة.

من الضروري أن تحصل كل أم على قسط كاف من النوم، حتى تستطيع تحمل أعباء الحمل.

  • التغذية السليمة.

تناول الطعام الصحي الذي يحتوي على كل العناصر الغذائية المهم ليس رفاهية هنا.

  • ممارسة الرياضة.

تسبب التمارين الرياضية إفراز هرمون السيروتونين مما يحسن من المزاج العام.

 

لكن، يجب استشارة الطبيب أولًا للتأكد من عدم وجود ما يمنع طبيًا اتباع تلك النصيحة.

 

علاج اكتئاب الحمل

للوصول إلى إجابة سؤال متى ينتهي اكتئاب الحمل، نستعرض أنواع العلاج المختلفة في السطور المقبلة.

 

ينقسم العلاج إلى:

 

العلاج النفسي

هو العلاج بالكلام، إذ تحتاج الأم إلى إخراج كل المشاعر والأفكار التي تسبب لها شعور الخزي.

 

ثم تستبدل الأم تلك الأفكار بأخرى إيجابية وذلك من خلال جلسات العلاج السلوكي المعرفي.

 

العلاج الدوائي

يلجأ الطبيب إلى وصف مضادات الاكتئاب المناسبة للحالات الشديدة.

 

يقع اختيار الطبيب على الدواء المناسب من بين المجموعات الدوائية الآتية:

  • مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مثل سيبرام، وفلوزاك.
  • مثبطات استرداد السيروتونين والنورابينفرين (SNRIs)، مثل إفيكسور.
  • مضادات الاكتئاب اللانمطية، مثل ويلبوترين.
  • مضادات الاكتئاب رباعية الحلقات، مثل ميرزاجن.

 

يحاول الطبيب إيجاد الدواء الذي يتمكن من علاج الاكتئاب بأقل آثار جانبية ممكنة للأم وطفلها.

 

العلاج الضوئي

تتعرض الحامل لضوء الشمس الصناعي وفي أوقات محددة، مما يجعلها تشعر بالتحسن النفسي نسبيًا.

 

العلاج بالإبر

ثبت علميًا أن الوخز بالإبر طريقة ناجحة مع بعض الأمهات، اللواتي يعانين الاكتئاب كي يشعرن ببعض التحسن.

 

ماذا بعد اكتئاب الحمل؟

إذا لم تُعالج الأم وتتلقى المساعدة الطبية اللازمة، تتعرض إلى الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.

 

الذي بدوره إذا لم يُعالج، يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب المزمن.

 

هذا بالإضافة إلى الأضرار التي تصيب الطفل، مثل:

  • تأخر نمو الطفل عقليًا.
  • ولادة الطفل مبكرًا.
  • انخفاض وزن الطفل عن المعدل الطبيعي وضعف صحته العامة.

 

لذا، نرجو ألا تتردد أي أم في طلب المساعدة الطبية، لا من أجلها فقط، بل من أجل طفلها كذلك.

 

أسئلة شائعة عن اكتئاب الحمل

نجيب عن أهم الأسئلة في السطور القادمة

 

هل هناك علاقة بين اكتئاب الحمل ونوع الجنين؟

لا، لا توجد علاقة فقد تصاب الأم بالاكتئاب بغض النظر عن نوع الجنين.

 

هل تزداد احتمالية الإصابة بالاكتئاب في شهور معينة؟

نعم، ترتفع نسبة الإصابة باكتئاب الحمل في الشهور الأخيرة أو الثلاثة الأولى.

 

وختامًا، بعد أن أجبنا عن سؤال “متى ينتهي اكتئاب الحمل” وشرحنا كل ما يخص هذا الاضطراب، ننصح باستشارة الطبيب إذا كنت تعانين هذا المرض.

 

 

المصدر
Depression during pregnancy: You're not alone

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى